responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 196


هذا الوصف الجميل عنه أو لتخيله كونه نقصا أو غير ذلك لا يكون غيبة ، وذلك لانصراف الموصول إلى العيب . وقد صرّح بذكر العيب في الخبر العشرين الوارد في بيان وجوه الغيبة مضافا إلى أنّه المفهوم عرفا من لفظ الغيبة ، بناء على ما تقدّم من كونه مفهوما عرفيا لا متّخذا من الشرع .
ثمّ لا حاجة إلى تقدير قولنا لو سمعه ، بواسطة تحقّق الغيبة مع عدم سماعه مع عدم تحقّق الكراهة الفعلية . وذلك لأنّ الكراهة محمولة على ما هي الظاهرة فيه من الفعلية ولا يلزم الإشكال ، وذلك أنّ كلّ إنسان كاره جدّا وفعلا للقول السوء المقول في حقّه ، وهذه الكراهة غير متوقّفة على وقوع القول والتفاته بالوقوع ، نظير الكراهة الأمرية الموجودة في نفس الأمر بالنسبة إلى متعلَّق النهي من دون انتظار لوقوعه من المنهي وعلم الناهي بذلك ، فكما أنّك تكره الحركة الفلانية من عبدك فتنهاه عنها والكراهة موجودة فعلا في نفسك مع عدم عين ولا أثر من مبغوضك في الخارج ، فكذلك تكره الكلام المعرب عن منقصة فيك الصادر من غيرك ولو لم يصدر منه قطَّ ، فإذا صدر منه فقد صدر منه ما اتّصف بالمكروهية لك لا أنّه بعد التفاتك يعرض عليه وصف المكروهية ، وأظنّ أنّ ذلك في غاية من الوضوح .
ثمّ لا فرق بناء على ظاهر هذا التعريف بين ما إذا كان النقص المذكور نقصا ظاهرا مثل الأعرجية والعمى والقرع ونحو ذلك ، أو كان خفيا ، لكن صريح الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر : اعتبار كونه ممّا ستره اللَّه كما في الأربعة الأول ، أو ممّا لا يعرفه الناس كما في الأخير ، والظاهر رجوعهما إلى واحد .
فإن قلت : النسبة بين هذه وبين ما تقدّم من الحادي عشر والثاني عشر المحدّدين لها بذكر ما يكرهه المغتاب هو العموم من وجه ، وقد عرفت وجه أعميّة الثاني حيث يشمل الظاهر والخفيّ ، والأوّل أيضا شامل للمكروه وغيره .

196

نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست