في قبله حيا ، فاغفر له ما ألمّ به منّي ، واعف له عمّا أدبر به عنّي ، ولا تقفه على ما ارتكب في ، ولا تكشفه عمّا اكتسب بي ، واجعل ما سمحت به من العفو عنهم وتبرّعت به من الصدقة عليهم أزكى صدقات المتصدّقين ، وأعلى صلات المتقرّبين . إلى أن قال عليه السّلام : اللَّهمّ وأيّما عبد من عبيدك أدركه منّي درك أو مسّه من ناحيتي أذى أو لحقه بي أو بسببي ظلم ففتّه بحقّه أو سبقته بمظلمته ، فصلّ على محمّد وآله وسلَّم ، وأرضه عنّي من وجدك ، وأوفه حقّه من عندك ، ثمّ قني ما يوجب لي حكمك ، وخلَّصني ممّا يحكم به عدلك ، فإنّ قوّتي لا تستقلّ بنقمتك ، وإنّ طاقتي لا تنهض بسخطك ، فإنّك إن تكافني بالحقّ تهلكني ، وإلَّا تغمدني برحمتك توبقني [1] . 27 - وفيما ألحق بها من دعاء يوم الاثنين : وأسألك في مظالم عبادك عندي فأيّما عبد من عبيدك أو أمة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إيّاه في نفسه أو في عرضه أو في ماله أو في أهله وولده ، أو غيبة اغتبته بها ، أو تحامل عليه بميل أو هوي ، أو أنفه أو حميّة ، أو رياء أو عصبية ، غائبا كان أو شاهدا ، حيّا كان أو ميّتا ، فقصرت يدي وضاق وسعي عن ردّها إليه ، والتحلل منه ، فأسألك يا من يملك الحاجات وهي مستجيبة لمشيته ومسرعة إلى إرادته أن تصلَّي على محمّد وآل محمّد ، وأن ترضيه عنّي بما شئت [2] . 28 - عدّة الداعي : قال : روي عن العالم أنّه قال : واللَّه ما أعطي مؤمن قطَّ خير الدنيا والآخرة إلَّا بحسن ظنّه باللَّه عزّ وجلّ ورجائه له ، وحسن خلقه ،
[1] الصحيفة السجادية : دعاؤه عليه السّلام في طلب العفو والرحمة ، رقم 39 . [2] مفاتيح الجنان : ص 46 ، دعاء يوم الاثنين .