responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 167


فالمدعى شهادة الوجدان والعرف بالفرق بين هذين القسمين في التسمية باسم الغناء في العربية وسرود وخوانندگي في الفارسية ، ولو فرض اتحاد القسمين في جميع كيفيات الصوت وكونهما بمرتبة واحدة من الحسن ، ومن المعلوم عدم تأتي الفرق بينهما حينئذ إلَّا من قبل أصالية القصد وتبعيته .
ثمّ إنّه - دام ظلَّه - استشهد لتأييد مرامه بالرواية الرابعة عشر حيث إنّه بعد ما سأل السائل عن الغناء أحاله الإمام عليه السّلام إلى وجدان نفسه فيما إذا ميّز اللَّه بين الحقّ والباطل انّه في أيّ القسمين يكون ، فاختار كونه من الباطل ، فيعلم من هذا أنّ الغناء ملازم مع حكم الوجدان عليه باندراجه في الباطل .
وحينئذ نقول : إذا كان في كلّ من مصراعي الشعر مطلب مهم يعتنى بشأنه وأراد القاري التفات السامع إليه كما هو حقّه ، فلا محالة يحتاج إلى تطويل صوت بين المصراعين حتّى يأخذ السامع نصيبه من الفرد الأوّل ويتهيّأ لاستماع الفرد الثاني مع كون الأداء بهذا الوجه موجبا لوقع آخر في ذهن السامع ، فإذا عمد إلى مدّ الصوت وتحسينه وترقيقه وترجيعه لهذا الغرض ، فهل ترى من نفسك أنّ هذا الصوت المرجع فيه المطرب بعد إلقاء حيث التقيد بحكم الشرع عن نفسك والتخلية بينك وبين وجدانك داخل في الباطل ومعدود من الأمور السفهائية ، أو أنّه ليس من هذا القبيل بمجرد كونه مطربا لفرض كونه أمرا عقلائيا يتوجّه إليه همم العقلاء لتمشية بعض أغراضهم العقلائية . لا أظنّك ترتاب في كونه من الثاني وإن عرض لك شبهة فإنّما هو من جهة اشتغال ذهنك بجهة التشرّع وعدم تخليته وطبعه كما فعله الإمام عليه السّلام مع السائل . فإنّ المراد بالباطل كما هو المتبادر الظاهر من أمثال المقام إنّما هو الباطل بنظر العرف لا ما ارتكز في ذهن السائل ممّا هو الباطل بحكم الشرع ، إذ الفرض أنّه شاكّ في حكم الغناء بحسب الشرع ويبعد أن يكون من باب الجهل التفصيلي مع كونه معلوما بحسب القضية

167

نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست