responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 166


الغناء من ذلك .
وكذلك ما ذكره المحشي الجليل لكلامه الميرزا الشيرازي - قدّس اللَّه تربتهما الزكيّة - من جعل المعيار ما يستفاد من قوله عليه السّلام في الخبر الثامن والعشرين بناء على إحدى روايته لا بأس به ما لم يزمر به فيقال كلَّما حصل من الصوت تلك المرتبة من البساط والانبساط الحاصلة من المزمار كان صوتا لهويا محرما وإلَّا فلا إذ قد عرفت ما فيه من السابق .
فالظاهر حينئذ كما ذكرنا عدم الفارق الخارجي بين الصوت المحرم والصوت المباح ، بل الصوت الواحد يمكن أن يندرج تارة في اسم الغناء ويخرج عنه مع عدم تغيير في وضعه أخرى .
وتوضيح ذلك كما أفاده شيخنا الأستاذ - دام بقاه - أن يقال : لا شبهة في أنّ لنا بعضا من المفاهيم لا تحقّق لها في الخارج إلَّا بانضمام القصد إليها كما في مفهوم العقد والتعظيم إذ من الواضح أنّ انحناء الظهر في حدّ ذاته قابل لأن يقع تعظيما وتوهينا وإنّما يتمحّض لأحدهما بالقصد .
وحينئذ فنقول قد يكون المقصود الأصلي للإنسان قراءة القرآن أو الدعاء أو المرثية فيقصد تبعا لهذا المقصود ولأجل تمشيته على الوجه الأتم إلى تحسين صوته وترجيعه وترقيقه عند قراءته ، وقد يكون الأمر بالعكس ، فالمقصود الأصلي إظهار حسن الصوت لأجل أن يتفرّج به نفسه والحاضرون ، فيتوسّل إلى تمشية هذا المقصود إلى قراءة قرآن أو دعاء أو مرثية أو إشعار من المثنوي وغيره ، كما يتّفق ذلك لبعض أهل زماننا إذا اجتمعوا عند ماء وخضرة حيث يقوم أحدهم بقراءة أشعار المثنوي مثلا بصوت حسن لأجل مجرّد التنزّه والصفاء والتكيّف ، فالمقصود الأصلي في هذه الصورة هو الصوت والمقروء مقصود تبعي مقدمة له بعكس الصورة الأولى .

166

نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست