وعلى ما يدفع به غائلة السم - إلى أن قال : - * ( وما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ ) * ذلك السحر وإبطاله * ( حَتَّى يَقُولا ) * للمتعلَّم * ( إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ ) * وامتحان للعباد ليطيعوا اللَّه فيما يتعلَّمون من هذا ويبطلوا به كيد السحرة ولا يسحروهم ، * ( فَلا تَكْفُرْ ) * باستعمال هذا السحر وطلب الإضرار به ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا أنّك به تحيي وتميت ، وتفعل ما لا يقدر عليه إلَّا اللَّه عزّ وجلّ فإنّ ذلك كفر - إلى أن قال - * ( ويَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ ولا يَنْفَعُهُمْ ) * ، لأنّهم إذا تعلَّموا ذلك السحر ليسحروا به ويضرّوا به ، فقد تعلَّموا ما يضرّهم في دينهم ولا ينفعهم فيه . الحديث [1] . 11 - علي بن الجهم عن الرضا عليه السّلام في حديث قال : وأمّا هاروت وماروت فكانا ملكين علَّما الناس السحر ليحترزوا به سحر السحرة ويبطلوا به كيدهم ، وما علَّما أحدا من ذلك شيئا حتى قالا * ( إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) * ، فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا بالاحتراز منه وجعلوا يفرّقون بما تعلَّموه بين المرء وزوجه ، قال اللَّه تعالى * ( وما هُمْ بِضارِّينَ بِه مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ الله ) * [2] يعني بعلمه [3] . 12 - إسماعيل بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لامرأة سألته : أنّ لي زوجا وبه عليّ غلظة وأنّي وأنّي صنعت شيئا لأعطفه عليّ ؟ فقال لها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : أفّ لك ، كدّرت البحار وكدّرت الطين ولعنتك الملائكة الأخيار وملائكة السماوات والأرض . قال : فصامت المرأة نهارها وقامت ليلها وحلقت رأسها ولبست المسوح ، فبلغ ذلك النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : إنّ ذلك لا يقبل منها [4] .
[1] الوسائل : الجزء 12 ، باب 25 من أبواب ما يكتسب به ، ص 106 ، الحديث 4 . [2] البقرة / 102 . [3] الوسائل : الجزء 12 ، باب 25 من أبواب ما يكتسب به ، ص 107 ، الحديث 5 . [4] المصدر نفسه : الجزء 14 ، باب 144 من أبواب مقدّمات النكاح وآدابه ، ص 184 ، الحديث 1 .