هذه جملة ما عثرت به في الوسائل . وها هنا رواية أخرى منقولة عن : 13 - الاحتجاج : من حديث الزنديق الذي سأل أبا عبد اللَّه عليه السّلام عن مسائل كثيرة ، منها ما ذكره بقوله : أخبرني عن السحر ما أصله وكيف يقدر الساحر على ما يوصف من عجائبه وما يفعل ؟ قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام إنّ السحر على وجوه شتّى . منها : بمنزلة الطب كما أنّ الأطبّاء وضعوا لكلّ داء دواء ، فكذلك علماء السحر احتالوا لكل صحة آفة ولكلّ عافية عاهة ولكل معنى حيلة . ونوع آخر منه خطفة وسرعة ومخاريق وخفة . ونوع آخر ما يأخذه أولياء الشيطان عنهم . قال : فمن أين علم الشياطين السحر ؟ قال : من حيث عرف الأطباء الطب بعضه بتجربة وبعضه بعلاج . قال : فما تقول في الملكين هاروت وماروت وما يقول الناس بأنّهما يعلَّمان السحر ؟ قال : إنّما هما موضع ابتلاء وموقع فتنة تسبيحهما : اليوم لو فعل الإنسان كذا وكذا لكان كذا وكذا ، ولو تعالج بكذا وكذا لكان كذا فيتعلَّمون منهما ما يخرج عنهما ، فيقولان لهم : إنّما نحن فتنة فلا تأخذوا عنّا ما يضرّكم ولا ينفعكم . قال : أفيقدر الساحر على أن يجعل الإنسان بسحره في صورة كلب أو حمار أو غير ذلك ؟ قال عليه السّلام : هو أعجز من ذلك وأضعف من أن يغيّر خلق اللَّه إنّ من أبطل ما ركَّبه اللَّه تعالى وصوّره وغيّره فهو شريك اللَّه في خلقه ، تعالى اللَّه عن ذلك علوّا كبيرا ، لو قدر الساحر على ما وصفت لدفع عن نفسه الهرم والآفة والأمراض ولنفى البياض عن رأسه والفقر عن ساحته . وإنّ من أكبر السحر : النميمة ، يفرّق بها بين المتحابين ويجلب العداوة بين