< فهرس الموضوعات > إذا عرفت ذلك فهنا مقامان < / فهرس الموضوعات > إذا عرفت ذلك فهنا مقامان : < فهرس الموضوعات > الأوّل [ في بيان المراد من الغش ] < / فهرس الموضوعات > الأوّل [ في بيان المراد من الغش ] فاعلم أنّ الغشّ خلاف النصح وتزيين خلاف المصلحة وهو على أنحاء : فقد يكون بالمزج إمّا للصنف الرديء في الصنف الجيد ، أو لغير الجنس في الجنس كالتراب في الحنطة ، والماء في اللبن . وقد يكون بإخفاء العيب ، إمّا بستره بساتر مثل ستر صفرة لون البشرة بالتحمير ، أو بالسكوت عنه وعدم إظهاره أو بالتصدي للبيع في مكان ظلماني يحجب العيب لظلمته . وقد يكون بإظهار الصفة الجيدة المفقودة واقعا إمّا بوصفه بها كذبا أو بإحداث شيء فيه يوهم كونه على خلاف جنسه كإعطاء المموّه مكان الذهب أو الفضّة أو بغير ذلك ويسمّى هذا القسم - أعني إظهار الصفة الجيّدة المفقودة - بالتدليس . وقد يكون بإحداث أمر ليزيد في كم المتاع ، مثل بلّ الطعام ليصير أكثر وزنا ووضع الأبريشم والتتن والجلد في الندى ليكسب الثقل . ثمّ إمّا أن يكون الغشّ ظاهرا أعنى قابلا لأن يطَّلع عليه بتوسّط إحدى الحواس الخمس الظاهرة ، مثل خلط مدوّر الحبّة من الأرز في طويلها حيث يمكن فهمه بالباصرة واللامسة وهكذا . وإمّا أن يكون خفيا غير محسوس بها ، وحينئذ إمّا أن يمكن الاطَّلاع عليه بالاختبار أو الاستعلام من أهل الاطَّلاع غير البائع ، وإمّا أن ينحصر طريق الاطَّلاع في إعلام البائع ، كمزج الماء القليل في اللبن .