إسم الكتاب : المكاسب المحرمة ( عدد الصفحات : 265)

وللعلَّامة المجلسي وتلميذه والشيخ الحرّ - قدّس اللَّه أنفاسهم - فيه كلام ، وقد زيفه إمام المحدّثين الفاضل النوري - قدّس اللَّه فسيح تربته وأفاض على روحه من وسيع رحمته - في خاتمة المستدرك بما لا مزيد عليه وأتى بما يعجب منه الناظرون جزاه اللَّه عن الإسلام وأهله أفضل الجزاء .
ويظهر من شيخنا الشهيد الثاني كمال الوثوق به حيث يسند ما فيه إلى الصادق عليه السّلام إسنادا جزميا في مواضع عديدة من كتبه مع ما يعلم من طريقته وإتقانه وضبطه وشدّة محافظته على قواعد الدراية ، وقد صرّح نفسه في شرح درايته فيما إذا علم أصل انتساب النسخة إلى المصنّف وشكّ في صحّتها بأنّه ما لم يقابلها فهو أوثقه على وجه وثق بها لا يصحّ أن يسند ما فيه إلى المصنّف إسنادا جزميا بقوله قال فلان بل يقول عن فلان وشبه ذلك .
فإذا كان هذا هو الحال في مشكوكية سقم النسخة فكيف بمشكوكية انتسابها إلى المصنّف .
وشهد أيضا بكونه عن الصادق عليه السّلام السيد ابن طاوس في أمان الأخطار بل وصّى بأن يصحبه المسافر معه مع كتاب الاهليلجة وكتاب توحيد المفضّل ، ولعلّ شهادة هذين الفاضلين العلمين الجليلين مع ما يعهد منهما من كمال الإتقان والضبط والاحتياط مع تزييف ما ذكره هؤلاء الأعلام المشار إليهم في قدحه بما ذكره العلَّامة النوري كافية في الوثوق الذي هو مناط الحجّية ، واللَّه هو العالم بحقائق أحكامه .
المقام الخامس : لا إشكال في حرمة استماع الغيبة لكن هل هو في عرض الغيبة بحيث لكلّ منهما حكم نفسه ، أو أنّه في طولها وهي مأخوذة في موضوعه ؟
فالمحرّم هو استماع

231