نام کتاب : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 196
ولا صحيح في نفسه لأنّه أبلغ في التشريق من قبلة الشام ومصر وغيرهما من البلاد الغربية ، وهو غير جائز . وأما الثالثة فهي مناسبة للثانية إذا اعتبر في الجهتين الاعتدال لما أسلفناه من تقاطع الجهات الأربع ، وأنّ دائرة نصف النهار التي يكون عليها الكوكب في غاية ارتفاعه مارة بنقطتي الجنوب والشمال . فإذا جعل الواقف المغرب والمشرق عن يمينه ويساره ، استلزم كون نقطة الجنوب بين عينيه ، فتكون دائرة نصف النهار مارة بين عينيه ، فإذا وصلت الشمس إليها - وذلك عند غاية ارتفاعها - تكون بين عينيه في بلد يزيد عرضها عن ميل الشمس كالعراق ، فإن مالت نحو المغرب - وهو المراد بالزوال - صارت على طرف الحاجب الأيمن ممّا يلي الأنف . وكما قد علم بذلك تساوي العلامتين علم أيضا أنّ قول الأصحاب : علامة الزوال جعل الشمس على الحاجب الأيمن لمستقبل قبلة العراق ، لا يحتاج إلى التقييد بمن كان في مكة إذا استقبل الركن العراقي ، بل عدم التقييد أجود وذلك لأنّ غاية قبلة العراقيّ من جهة اليسار أن يكون على خطَّ الجنوب ، وباعتبارها يعلم أوّل وقت الزوال ، خصوصا مع إخراج خطَّ نصف النهار على وجه الأرض لتتحقّق نقطة الجنوب . وإن اعتبرت قبلته بغير هذه العلامة كالعلامة الأولى ، كان وصول الشمس إلى الحاجب أبلغ في تحقّق الزوال بكثير ، بل هو قريب من استقبال الركن العراقيّ ، فكان الإطلاق أولى من التقييد . فإنّ مستقبل الركن العراقيّ يكون منحرفا عن الجنوب انحرافا كثيرا ، ووصول الشمس إلى سمته حينئذ يكون بعد الزوال بزمان طويل وذلك لأنّ زوايا الكعبة ليست مسامتة للجهات الأربع ، بل للأهوية الأربعة ، فالركن العراقي يسامت الصّبا وهو بين المشرق والشمال ، فاستقباله يوجب استدبار الصّبا ، وهو يقتضي تغريبا بيّنا أزيد ممّا يقتضيه جعل الجدي على المنكب الأيمن ، الذي هو أبعد علامات قبلة العراقي عن الجنوب .
196
نام کتاب : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 196