متفرقة [1] . الثاني أنه قال بعض المعاصرين إن الماء بعد الرجوع لا يثبت مطهريته إن كان الماء النازل من السماء هو المطهر لا غير لان الماء الراجع بعد التصعيد لا يحكم عليه بأنه النازل من السماء واستصحاب مطهرية هذا الماء لا يمكن لاختلاف الموضوع ويشهد لما ذكره إن المائع النجس إذا صعد ورجع يكون طاهرا فإنه يكون لاختلاف الموضوع وإلا فلأي وجه يقال بان النجس صار طاهرا هذا حاصله . وفيه إن الماء لم يتغير بالتصعيد ولا يكون استحالة عرفية فإن الماء إذا صار بخارا لا يعدم ثم يكون الماء الثاني موجودا من كتم العدم فان العرف لا يرى تغيير المادة وعلى فرض التسليم يكون المبنى فاسدة وإن مطلق الماء مطهر لا النازل من السماء فقط بل هو الفرد الغالب . مسألة 3 - المضاف المصعد مضاف ( 1 ) أقول لو مزجت مع الماء المطلق أجسام وصعد ثم رجع فهل يخرج بذلك من المضافية أم لا ؟ فيه خلاف فنقول إن الضابطة في ذلك نظر العرف بعد رجوع الماء وهو يختلف أحواله في مثل تصعيد التراب وتصعيد ماء الورد والماء بعد الرجوع إذ لم يكن فيه ما أضيف إليه لصدق بنظره إنه ماء مطلق والتراب إذا صار في الهواء ثم رجع لا يكون شيئا جديدا بل هو هو ( 2 ) . مسألة 4 - المطلق والمضاف النجس يطهر بالتصعيد باستحالته بخارا ثم ماء . والسر في ذلك إن التصعيد يصدق عليه الاستحالة أعني البخار تحول من الماء
[1] أقول إن البخار بالنظر العرفي موضوع آخر غير الماء وله آثار غيره وما ذكره مد ظله يكون بالنظر الدقى الذي ليس المدار عليه . ( 2 ) أقول وهذا شاهد ما ذكرناه من تبدل الموضوع بواسطة التبخير فان المضاف يصير مطلقا بواسطة التبخير والرجوع غاية الأمر هنا أمره أوضح مما سبق .