بقي الكلام في الماء المجتمع من المطر إذا لم يكن السماء متقاطرا وهذا له صور نذكر ثلاثة منها . الأولى أن يصدق المطر على المجتمع أعني يكون بحيث يتقاطر عليه السماء فعلا . الثانية أن يكون المجتمع في مكان وتقطر عليه قطرات ضعاف لا ندري أنه هل يصدق المطر عليه أم لا حتى يكون هذا مطرا باعتبار أمطار السماء . والثالثة ما يستحق أن يكون مورودا للمطر مثل ما لا يكون تحت السقف بل خارجا عنه والسماء يمطر ولو في غير هذا المكان ومال إليه صاحب الجواهر ( قده ) . مختارنا الوجه الأول ودليله إن المطر ما دام يتصل مع ما يكون راكدا يصدق عليه ماء المطر والشاهد على هذا إن المطر الذي يكون في السماء بمسافة بعيدة يحكم عليه بحكم واحد واحد مع ما يكون قريبا منّا والإضافة تكون بيانية [1] لا نشوية أي هذا الماء مطر لا إنه ماء ونشأ من مطر وإلا فجميع المياه في الأرض يكون مطرا . ثم إنه قد وافق بعض الاعلام مع ما نحن عليه حكما لا استدلالا فإنه يقول إن هذا الماء عاصم ولكن باعتبار كونه متصلا بالمادة لا باعتبار إنه مطر فيندرج تحت كبرى ماله المادة ولا يشمله دليل المطر لأنه لا يكون نازلا . وفيه أولا أنهم قد حكموا بان السطوح المتعددة يطهر بواسطة نزول المطر على واحد منه ثم على آخر من دون أن يكون من السماء أيضا نزول المطر عليه فلا وجه للاتصال بل يطهر لأنه ماء مطر [2] وثانيا إن الاتصال لا يصدق هنا لان المناط فيه العرف وهو لا يسمى القطرات المنفصلة متصلة ولا يكفى الرشح في المادة كما مرّ [3] .
[1] إطلاق الإضافة على ما أراد من البيانية مسامحة في الاصطلاح فان ما سموه نشوية يكون مثل خاتم فضة أي من فضة فهو بيانية في الاصطلاح وما سموه بيانية لا يكون إضافة في الاصطلاح بل تسميته بعطف البيان أولى . [2] أقول إن هذا البعض يقول في صورة الاتصال بذلك لا في غيرها . [3] يصدق الاتصال العرفي ويرى القطرات المتتالية متصلة ولا يعتنى بهذا الانفصال بخلاف ما كان من الرشح فان فيه يمكن أن يتوقف في صدقه .