الخاص مثلا إذا قيل أكرم العلماء الا الفساق منهم يرجع هذا إلى إن العالم الغير الفاسق يجب إكرامه أو إذا قيل الماء إذا بلغ قدر كر لا ينجسه شيء يرجع إلى إن الماء الغير البالغ قدر كر ينجسه شيء فكل عنوان من العناوين عاما كان أو مطلقا وقيد بقيد وجود يتصف في الواقع بنقيض هذا القيد واستدل عليه بانا نسأل منكم إن لفظ العلماء بعد الاستثناء بالفساق فهل يكون مهملا وأو مطلقا أو مقيدا فان قلت بالأول نقول أنه يكون خلاف مقتضى الحكمة وإن قلت بالثاني يكون خلاف الفرض فلا بد من القول بالثالث وهو التقييد . المقدمة الثانية إن العرض والموضوع لا يمكن أن يكونا متفرقين بل يجب وجود العرض مع الجوهر بالنحو النعتي لا المحمولي فالكرية تكون من الأوصاف ولا يتصور أن تكون مقارنة حتى يكون لنا ماء وكرية بجنبه . المقدمة الثالثة إن نقيض كل شيء رفعه فنقيض كرية الماء عدم كرية الماء أعني الماء المتصف بعدم الكرية ولا فرق بين السلب والإيجاب في الاحتياج إلى الموضوع [1] إذا عرفت ذلك فنقول بمقتضى ما ذكر من المقدمات لا يمكن استصحاب العدم الأزلي بوجه من الوجوه لان المقامات كلها يكون من باب الجوهر والعرض فاستصحاب عدم كرية الماء في السابق الذي يكون أحد أفراده لا يجرى بوجه من الوجوه فان الموضوع الموجود الناعتي يكون عدمه كذلك هذا ما ذكره ( قده ) . وفيه إشكال مقدمة ونتيجة : أما المقدمة الأولى وهي إن كل عنوان قيد بأمر وجودي يتصف بنقيض ذلك ممنوعة جدا لان العام مثلا إذا قيد لا يوجب أن يوجد في الافراد الباقية شيء مثلا إذا قيل أكرم العلماء الا الفساق يفهم منه إن المراد من العلماء يكون هذا القدر منهم ويكون دائرة العام ضيقة وهم باقون على ما كانوا عليه قبل التخصيص ومما يقرب لك بطلان ما قال ( قده ) هو إنا إذا قلنا أكرم العلماء ثم
[1] تعبير هذه بالمقدمة لا وجه له ظاهرا لان هذه تكون صغرى لما استفيد من المقدمتين وتكون من النتيجة لهما .