الصنف الأول كماء القند والملح والچاي وأمثال ذلك مما إذا امتزج بغيره وخرج عن الإطلاق ولا يصدق الإطلاق أو خلق كذلك كماء بعض المعادن واما المصعّد فان قلنا بحصول الاستحالة كالحاصل من البول والنجاسة فهو من أقسام المطلق والا فهو داخل في القسم الأول كما لا يخفى ثم ان القوم كما ذكروا للمضاف أقساما كما سمعت كذلك قالوا والمطلق أيضا له أقسام ومنها الجاري الذي اختلف الفقهاء قده في تعريفه على أقوال أربعة والحق انه السائل عن مادة سواء كان في وجه الأرض أو تحته أو مطلق النابع وعليه لو صب على بئر وخرج من بئر آخر وسال فليس بجار عن مادة فلو لم يكن له مادة فلا يطلق عليه الجاري بلا فرق أن يكون المادة قريبة أو بعيدة ذاتية أو عرضية وعليه فالجاري عبارة عن ماء تسيل عن النبع الناشي عن المادة وعليه تشمل عموم الأنهار والعيون والآبار الجارية المسماة بالقنوات وأما النابع فهو الماء المحبوس في وجه الأرض يسمى بالمحقون أيضا ولكنه ذات مادة أيضا كالجاري طابق النعل بالنعل والمميز هو السيلان في الأول والمحقون في الثاني ولذا قال الماتن قده وهو الغير الجاري لعدم فصل الجاري فيه وهو السيلان وأما البئر فهو معروف وهو الماء النابع تحت الأرض عن مادة ويكون مع ذلك محقونا فيه ففي الحقيقة الميز بينهما وبين النابع هو فوقها وتحتها وأما ماء المطر فذكره في المقام مع انه ليس من أقسام ماء الأراضي من جهة انه أيضا من أقسام ماء المطلق بل من أقسام الجاري في الحقيقة لأنه ماء تسيل في الأرض عن المادة السماوية فيشبه بالنبع في بدو أمره بل مطلقا حتى تسيل وكيف كان لا ريب في أنه من أقسام المطلق ومن الجاري وتنصيصه انما هو لخفاء فرديته من جهة المادة السماوية وكل ماء لم يكن نبعها عن مادة وليس لها مادة أبدا مطلقا فهو حينئذ على قسمين وانه اما كثير الذي باصطلاح الشرع يقال له الكر الذي سيأتي تحديده بحد خاص عن الماتن قده واما هو ما دون الكثير والكر ولو بمثقال يقال له القليل فأقسام الماء المطلق بالعقل والاستقراء صارت ستة أقسام كما فصلنا في شرح كل عنوان بخصوصه وكل واحد منها أي من الأقسام الستة

122