مع عدم ملاقاة النجاسة طاهر للأصل وهو عموم خبر حماد الماء كله طاهر حتى تعلم انه قذر وخبر جميل كل ماء طاهر الا ما علمت انه قذر وخبر ساباطي كل شيء طاهر حتى تعلم انه قذر ومنه الماء فقاعدتى الطهارة حاكمتان بان كل ماء طاهر نعم لو قلنا بان التقابل بين الطهارة والنجاسة هو تقابل التناقض والنجاسة أمر عدمي فحينئذ تلك الأصول محكومة لاستصحاب عدم الاتصاف بالطهارة كما في استصحاب عدم القرشية فيكون الأصل فيه النجاسة لكنه فاسد إذ انه من تقابل التضاد إذ هما أمران وجوديان يعرضان على موضوع واحد وعليه فيتعارضان وليتساقطان فيرجع إلى أصل الحاكم وهو قاعدتي الطهارة مضافا بالإجماع المتواتر والمحصل مضافا إلى الآيات والاخبار التي ستمر بهما فلا شك في ان الماء كله طاهر مع عدم ملاقاة النجاسة وانه كله بتمام أقسامها مطهر من الحدث والخبث لعموم رواية ابن فرقد عن الصادق عليه السّلام كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم قطرة من البول قرضوا لحومهم بالمقاريض وقد وسع الله تعالى عليكم بأوسع ما بين السماء والأرض وجعل لكم الماء طهورا أي مطهرا ولرواية النبوية المعمولة بها عند الأصحاب قده بل العامة أيضا الماء يطهر ولا يطهر ولقوله تعالى : « ويُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ » والمورد لا يوجب الاختصاص مع عدم القول بالفصل ولعموم قوله : « وأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً » أي مطهرا حيث انه مصدر من التفعل كما في المجمع والكشاف والمفردات والمغرب والنهاية والقاموس وصريح أكثر أهل اللغة وعلماء النحو أو ان الطهور اسم له أو وصف لكنهما جاء بمعنى الفاعل عن التفعيل كما نص عليه أهل اللغة والأدبية أيضا وورود التفسير أيضا في الآية انه بمعنى الفاعل وتصريح الإمام في رواية بني إسرائيل انه بمعنى الفاعل مضافا بفهم الفقهاء في كون الطهور في الآية بمعنى المطهر فان احتمل غير ذلك فلا يعبأ به ثم انه يدل على مطهريته أيضا الأخبار الكثيرة في أبواب متفرقة بل انه ضروري المذهب بل ضروري الدين فإذا كان مطهر ابتلك الأدلة فبمفهوم الأولوية يدل على الطهارة وعليه كل الأقسام الستة طاهر بلا كلام ومطهر بلا اشكال من الحدث الذي هو الأثر الحاصل في النفس