مسئلة 1 - الوسواس في اللغة اسم للشيطان الذي يقال له الخنّاس الذي يوسوس في صدور الناس ويقال للوسوسة حديث النفس لكن قال بعض أهل اللغة كل ما وقع في النفس إن كان من خير فهو الهام وإن كان مما لا خير فيه فهو وسوسة وإن كان ممّا يقع في الخوف فهو ايجاس وإن كان من تقدير نيل الخير فهو آمال وإن كان ممّا لا يقع له ولا عليه فهو خاطر ولا بأس لكن المقصود في المقام هو الأول والفقهاء ( قده ) عبروا عنه بلوازم المعنى اللغوي فهو حالة يتحصل من وسوسة الخناس الذي أمر العباد بالاستعاذة منه إلى رب العباد للإنسان تمنعه عن الثبات والاطمئنان ويشبه بالجنون لان له فنون فيشتد الواهمة ويضطرب الفكر فقد يرى نفسه بأنه المريض باشد المرض وهو في كمال الصحة أو باشد الخوف وهو في كمال الأمن ويرى عمله فاسدا وهو في كمال الصحة ويرى نفسه غير فاعل للفعل عند الفراغ منه ويرى الطاهر نجسا والحلال حراما فيقع في المعاملات وفي العبادات وإن كان الأغلب مما رأينا أو سمعنا إنّما بلائه في العبادات فيقع للعوام والخواص فلا يطمئن بالدلائل في الاعتقادات والفروعات فلا يعتمد ولا يتكل عليها وغالبا في العبادات منشأها عمل الريائي ثم يقوى ويستحكم فيتسلط عليه الإبليس ( لع ) فيرفع الاطمئنان وهو مرض عظيم أعاذنا اللَّه منه ان وقع في العقائد أفسد وفي المعاملات والعبادات كذلك فيكرر القول أو الفعل فيهما ولا يعين القصد بواحد منهما فإنه مع قبحه في ذاته تكون فيه مفاسد عظيمة منها حيث كانت عقيدته تصويب فعله تخطئة فعل غيره من الناس منها ربما يؤل أمره إلى إنكار ضروري الدين أو المذهب فإنه من الأمور الضرورية عدم وجوب ما أوجبه الوسواس ومنها القدح في اعمال المعصومين نحو كثرة قتل سيدنا أمير المؤمنين عليه السّلام أو إقدام مولانا أبى عبد اللَّه على الحرب مع قلَّة الناصر الذي يعلم عادة هلاك نفسه واتباعه صلوات اللَّه عليهما وهذان الوجهان يوجبان الخروج عن الايمان ومنها بنائه على الحكم بوجوب فعله التشريع في الدين ودخوله في زمرة الناصبين ومنها أنه يوجب سوء الظنّ بالناس حتى يقيم عليهم الفتن ومنها سوء ظنّه بالعلماء فيحكم بنجاستهم وبطلان

413