كان فالمستفاد مما ذكرنا لزوم تخصيص نجاسة كل دم بما ليس له نفس فإنه محكوم بالطهارة مطلقا كالسمك والبق والبرغوث والقملة والنملة ودودة الأرض إلى غير ذلك وكذا إلى مثل دم الحيوان الذي ليس له نفس سائل ما أي دم كان من غير الحيوان كما ذكره الشيخ قده وغيره كالجواهر قده نحو ما خلق آية لموسى على نبينا وعليه السّلام أو كالموجود تحت الأحجار والمدر عند قتل مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام كما ذكره العامة والخاصة أو قتل سيد الشهداء أرواحنا فداه أو ما يقطر من الشجر في ليالي العاشوراء فلا وجه لإنكاره وتوهم أنه عصارة الشجر شبيهة بالدم بعد إمكانه واخبار العدول به فقد حكى لي وسمعت شفاها عن الميرزا يحيى القزويني المفيدي قده كان مدرس المعقول في بلدة قم ثم جاء إلى النجف الأشرف زاده الله شرفا ثم رجع إلى القزوين وتوفي فيها ان في حوالينا بلدة بعيدة عن البلد بستة فراسخ تقريبا وفيه مسجد وفيه شجرة عظيمة تبكي دما في ليلة عاشوراء والناس من أطراف بعيدة يحضرون لمشاهدة ذلك فيشرع في البكاء من أول ليلة العاشوراء إلى الفجر ثم ينقطع إلى سنة أخرى كذلك فقال ره إني سمعت ذلك فسافرنا سنة لمشاهدة ذلك عيانا فوصلنا إلى القرية يوم سابع محرم فكل يوم وليلة نراود الشجرة مرات عديدة ولا يرى منها أثر أبدا حتى إذا حضرت ليلة العاشوراء فحضرناها عصر التاسوعاء فوقفنا عندها حتى إذا دخل المغرب العاشوراء بملأ من الناس الذي جاءوا من الأكناف لمشاهدة القضية فبعد دخوله رأينا إنه يقطر من تمام أغصانه الدم ففتشنا كل التفتيش فما شككنا في انه دم فراودناها في الليلة مرات فهي على حاله من البكاء بالدم حتى طلع الفجر فانقطع عنه وكيف كان ان أمثال تلك الدماء من غير الحيوان لا إشكال في طهارته اما بناء على الأصل فيه الطهارة فواضح بأنها محكوم بها لأصالة الطهارة وإجراء الأصل فيه بعد عدم الدليل على نجاسته واما بناء على أصالة النجاسة فيه كما زعمنا فإن الأدلة قاصرة عن شمولها لذلك ولا أقل من الانصراف الذي ليس لإنكاره مجال فيجري فيه أصالة الطهارة بل لا بأس في أكله لأصالة الحلية لو لا شمول الخبائث له فرع وفي

310