الزبير بأن المتعة زنى [1] ولهذا سكت عند ذكر أمه ليتحقق عن الموضوع ، والا لأحدث بلبلة في المجتمع وانهال جميع الناس إلى بيت أسماء بنت أبي بكر للاستفسار . كما سألها البعض بعد ذلك ومنهم ولدها فأجابتهم جميعا بالإيجاب . ولم يسكت ابن عباس بعد ذلك وانما قال تأييدا لكلامه : أول مجمر سطع في المتعة مجمر آل الزبير [2] وقد اثر كلام ابن عباس على سائر الناس فاندفعوا يسألون أم عبد الله بن الزبير . فقد أخرج مسلم في صحيحه 1 / 354 عن مسلم القرى قال : سألت ابن عباس عن متعة الحج فرخص فيها ، وكان ابن الزبير ينهى عنها فقال : هذه أم ابن الزبير تحدث أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رخص فيها فادخلوا عليها فاسألوها . قال : فدخلنا عليها فإذا امرأة ضخمة عمياء فقالت : رخص رسول الله فيها . أخرجه بهذا اللفظ من طريقين ثم قال : فأما عبد الرحمن ففي حديثه ( المتعة ) ولم يقل ( متعة الحج ) وأما ابن جعفر فقال : قال شعبه : قال مسلم ( يعني القرى ) : لا أدري متعة الحج أو متعة النساء ؟ ! والمتعة وإن أطلقت في لفظ عبد الرحمن ولا يدري مسلم اي المتعتين هي غير أن أبا داود الطيالسي أخرج في مسنده ص 227 عن مسلم القري قال : دخلنا على أسماء بنت أبي بكر فسألناها عن متعة النساء ، فقالت : فعلناها على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) . نعم فيما أخرجه أحمد في مسنده 6 / 348 ( متعة الحج ) رواه من طريق شعبة وقد سمعت حكايته عن مسلم وترديده ، فلعلها قيدت بعد ذلك تحفظا على كرامة
[1] المغنى لابن قدامة 7 / 571 ورواه ابن أبي شيبه في مصنفه عن ابن أبي ذئب ، نقلا عن معالم المدرستين 2 / 265 . [2] العقد الفريد 2 / 139 .