وعلى كل حال ، كان وجود الحوزة العلميّة في النجف الأشرف بعد التهديم الذي هدمها النظام البعثي متمثلاً بدرسه الشريف ، فكان إذا عطل درسه معناه أن حوزة النجف الأشرف أقفلت أبوابها ، فلذا كان مضطراً ومُلجأً إلى مواصلة الدرس والحفاظ على الحوزة العلمية المقدّسة ، إلى أن وصل به الحد أنّه لا يطيق التدريس كمال الأسبوع ، فأخذ ينقص منه يوماً ، إلاّ أنّه لا يعلم أي يوم هو ، فكان الطلاب يحضرون محل الدرس وهو مدرسته ( دار العلم ) - التي أنشأها السيد الأُستاذ وهدمها البعثيون بعد ذلك - ثم حينما لا يأتي يقفلون راجعين ، ثم بعد مدّة أنقص من الأسبوع يومين كذلك من دون أن يعلم أي يومين هما ، وهكذا إلى أن لاحظت في الأيام الأخيرة أنّه كان يأتي في الأسبوع يوماً واحداً أو يومين ، لا يعلم أي يومين هما ثم حدثت الانتفاضة الشعبانية المباركة ، وتبناها سماحة السيد الأستاذ ، وشكل لجنة لإدارة البلاد ، وأصدر بيانه الأوّل ، ثم وبعد قمع الانتفاضة وما لاقاه من أثر ذلك أصبح رهين الإقامة الجبرية في منزله في الكوفة ، إلى أن استشهد رحمه الله ، وجزاه عنا خير جزاء المحسنين ، وأسكنه الله الفردوس الأعلى مع النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة المعصومين عليهم آلاف التحية والسلام . لاقى رحمه الله من البعثيين ما لاقاه ، كيف لا وهو زعيم الشيعة ، وزعيم الحوزة العلمية في دولة يحكمها البعثيون الزنادقة ، وتتزعم محاربة الشيعة والتشيع ، وتدعم لأجل ذلك من كل مَن لا