الصدر . والآية الثانية كالنص على تباين الصدر والقلب ان لم يحمل قوله تعالى : وليمحص . . . على أنه عطف بيان كما هو الأظهر حسب القاعدة وإلا لدلت على اتحاد الصدر والقلب ، وحينئذ لا بد من حملهما على معنى ثالث ضرورة تباين العضوان الماديان ، وعلى كل لا يستفاد منها المراد من القلب على فرض كون العطف لغير البيان . والثالثة كالأولى ظاهرة في إرادة العضو المشهور . وأما الرابعة فتحمل على المعنى الكنائي كشدة حال الصحابة الحاضرين في غزوة الأحزاب ، سواء أريد بالقلوب معناها المتبادر أو الأرواح . فان جعلنا الآيتين الأولى والثالثة قرينتين عامتين لجميع الموارد المستعملة فيها القلب فهو ، وإلا فيبقى معناه مجهولا في محدودة تفسير الآيات الكريمة ، إلا أن يدعى تبادره إلى العضو المشهور وأن الروح أو العقل معنى مجازي لا يحمل عليه لفظ القلب إلا مع القرينة ، فتأمل . وجعل بعض المفسرين قوله تعالى : ( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ) ( البقرة 225 ) من الشواهد على إرادة النفس والروح من القلب ، فإن التعقل والتفكر والحب والبغض والخوف وأمثال ذلك وإن أمكن أن ينسبها أحد إلى القلب باعتقاد أنه العضو المدرك في البدن على ما ربما يعتقده العامة كما ينسب السمع إلى الاذن والابصار إلى العين والذوق إلى اللسان ، لكن الكسب والاكتساب مما لا ينسب إلا إلى الانسان ألبتة [1] .
[1] ص 224 ج 2 تفسير الميزان ولمؤلفه رحمه الله بيان في معنى القلب في القرآن ، لم نر فيه شيئا مفيدا ومن شاء فليراجعه . واعلم أن نسبة السمع إلى الاذن والبصر إلى العين والذوق إلى اللسان مثلا نسبة صحيحة وان كان المدرك هو الروح على ما هو الحق ، لعلاقة شبه الحال والمحل واما نسبة الادراك إلى القلب كنسبته إلى اليد مثلا غير صحيحة بعدما كشفت العلوم بطلان ما تزعمه العامة من كون القلب مدركا . فاهما .