وفي آية أخرى : * ( وثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ * وفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ ) * [1] ، وإنما قال « سوط » لأن السوط إذا ضرب به الإنسان يشمل الأول والآخر والوسط . وهكذا عذاب اللَّه سبحانه وتعالى يشمل الجسم كلَّه ابتداء وانتهاء وفي الوسط ليزداد تألما . وقال سبحانه وتعالى : * ( ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) * [2] . فإذا فسد الناس تركهم اللَّه سبحانه وتعالى وشأنهم حتى يذوقوا بعض نتائج أعمالهم ، لعلَّهم يرجعون وينتبهون إلى اللَّه سبحانه وتعالى . وظهور الفساد في البرّ سواء في الجو أو الأرض وكذلك في البحر شاهدناه في الحربين العالميتين ، وكذلك في الحربين في الخليج . والفساد المذكور لا يشمل الأمور الماديّة فقط كالماء والهواء والتربة وما يتبع ذلك بل يشمل الفساد المعنوي أيضا نتيجة الطغيان والعصيان والظلم والانحراف . وفي آية أخرى : * ( ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وادْعُوهُ خَوْفاً وطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ الله قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) * [3] ، وباعث الدعوة إلى اللَّه الخوف من جهة جزاء الفساد ، والطمع من جهة رجاء الثواب . وفي آية أخرى : * ( وإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ . أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) * [4] فالكثير من
[1] سورة الفجر : الآية 9 - 13 . [2] سورة الروم : الآية 41 . [3] سورة الأعراف : الآية 56 . [4] سورة البقرة : الآية 11 - 12 .