responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفقه ، البيئة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 40


المنحرفين في العقيدة والسلوك يرون أنفسهم مصلحين . وقد ورد في التأريخ ما يشير إلى اعتقاد كثير من الذين شاركوا في قتل الإمام الحسين عليه السلام وارتكبوا تلك الجريمة النكراء وذلك الظلم والفساد العظيم كانوا يزعمون بأنهم مصلحون ، ففي الحديث : ( كلّ يتقرب إلى اللَّه بسفك دمه ) [1] ، وعند ما أراد عمر بن سعد أن يبدأ القتال نادى بأعلى صوته : « يا خيل اللَّه اركبي وبالجنة أبشري » ، ثم قال في نهاية المعركة : « احرقوا بيوت الظالمين » . ومن قبل قال فرعون لقومه عن موسى عليه السلام : * ( إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسادَ ) * [2] ، يعني أن موسى عليه السلام هو الذي يبدّل الدين ويظهر الفساد خلافا للواقع حيث كان فرعون هو مصدر الفساد ومن كل الأبعاد .
وفي آية أخرى : * ( وإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا واشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ الله ولا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) * [3] ، فقد جبلت النفوس الطاغية على الفساد والإفساد خاصة إذا ما بلغت منصبا عاليا ، كما قال سبحانه : * ( وإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الإِنْسانِ أَعْرَضَ ونَأى بِجانِبِهِ وإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤوساً ) * [4] ، فلا يأخذ بالوسط فهو في حالة غير مستوية إما إفراط أو تفريط .
ولا يخفى أن بعض المواد الملوّثة لا تختص بالإنسان تكوينا بل على



[1] اللهوف في قتل الطفوف لابن طاوس ، وفي بحار الأنوار : ج 22 ص 274 و ج 44 ص 298 ، ( كل يتقرب إلى اللَّه عزّ وجل بدمه ) .
[2] سورة غافر : الآية 26 .
[3] سورة البقرة : الآية 60 .
[4] سورة الإسراء : الآية 83 .

40

نام کتاب : الفقه ، البيئة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست