المحيطات ، وهو أمر يهدّد بغرق عدة مدن ومناطق ساحلية في بقاع شتى من العالم . وقد عقدت لدرء هذا الخطر عدة مؤتمرات [1] في عدة دول تقرر فيها تخفيض « 50 % » من استهلاك المواد التي تسبب مثل هذه الأمور . وهذا أيضا لا يكفي بل يلزم أيضا تخفيضها بنسبة « 90 % » لتفادي المخاطر الناجمة عن تدمير الأوزون الموجود في طبقات الجوّ . وعلى أي حال : فكما نرى إن الاستعمار لا يهتم بالإنسان ، فالساسة والإقتصاديون أيضا لا يهتمون بهذا الأمر الاهتمام الذي ينبغي ، وإنما يريدون حفظ مصالحهم الخاصة وإن كان فيها ضرر كثير للناس ، كما يحدث في الحروب الكونية . وقد قال سبحانه : * ( نَسُوا الله فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) * [2] ، فالإنسان الذي ينسى اللَّه سبحانه وتعالى لا ينحصر ضرره على نفسه بل على غيره أيضا . وقد تحوّل الساسة في هذا النصف الثاني من هذا القرن إلى عمالقة في الاقتصاد والسياسة والسلاح والصناعة ، ولكن صاروا أقزاما في الإيمان باللَّه والقيم والمبادئ والأخلاق والمسيحية لم تتمكن من الوقوف أمام ذلك بعد أن انحرفت عن مسيرها الصحيح ، حيث قال سبحانه وتعالى : * ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ ونَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) * [3] ، أما اليهودية فلم تكن قابلة أصلا للوقوف بجعل دينها قوميا وإقتصادها أهم شيء عندها إضافة إلى
[1] ومن تلك المؤتمرات ، مؤتمر اللجنة الدولية للأوزون والذي عقد عام 1980 م في أمريكا . ومؤتمر فينا والذي عقد عام 1985 م . ومؤتمر مونتريال والذي عقد عام 1987 م لتحديد الالتزامات الدولية لمنع الاستخدامات الصناعيّة . ومؤتمر عام 1994 م والذي اعتبر فيه يوم 16 أيلول من عام 1995 م يوم مؤتمر عالمي لحماية طبقة الأوزون . [2] سورة الحشر : الآية 19 . [3] سورة المائدة : الآية 13 .