عدم أهليتها . فلم يبق إلَّا الالتجاء إلى إحضان الإسلام الذي يجعل لكل شيء قدرا ولكل شيء مخرجا . وقد قال سبحانه : * ( ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وادْعُوهُ خَوْفاً وطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ الله قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) * [1] ، وقال سبحانه : * ( وإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) * [2] ، وفي آية ثالثة : * ( ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * [3] فالإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن كل إصلاح كما وإنه المسؤول عن كل إفساد ، وقد قال سبحانه : * ( وضَرَبَ الله مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذاقَهَا الله لِباسَ الْجُوعِ والْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ ) * [4] ، فصار الجوع في داخلهم والخوف في أنفسهم وكأنهما لباسان على البدن ملاصقان به ملازمان له . وهذه حالة الدنيا في هذا الوقت ، فالجوع ينتشر ليعم مليار إنسان والخوف يتسلل إلى قلوب الجميع من صغار وكبار ، من رؤساء الدول حتى الحفاة العراة . ولا علاج إلَّا بالعودة إلى مناهج اللَّه سبحانه وتعالى التي وضعها للإنسان لبدنه ونفسه وروحه وأسرته ومجتمعة ، والإيمان باللَّه الذي يدخل إلى أعماق الإنسان وأخلاقه الطيبة وصفاته النفسية الرفيعة . أضف إلى ذلك المناهج العملية في كل من السياسة والاقتصاد
[1] سورة الأعراف : الآية 56 . [2] سورة البقرة : الآية 11 - 12 . [3] سورة الأعراف : الآية 85 . [4] سورة النحل : الآية 112 .