وشبهها لتلقّي الكمية اللازمة للجلد من الأشعة فوق البنفسجية . وكما في المثل القديم كل إفراط وتفريط في أمر يؤدي إلى الخلل فيه ، فاللازم أن يكون موزونا بقدر جعله اللَّه سبحانه وتعالى . وعلى أيّ حال : فإنّ الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض من الثقب الأوزوني تكون ذات طاقة عالية تكفي لتحطيم جزئيات مهمة في جسم الإنسان ، والتي منها الجزئيات المسؤولة عن نقل الصفات الوراثية [1] ، وتحطيم مثل هذه الجزئيات سيؤدي إلى هلاك مجموعات كبيرة من البشرية [2] ، بالإضافة إلى أن ازدياد الأشعة فوق البنفسجية المارّة من الثقب الأوزوني من شأنه أن يزيد من خسائر المحاصيل الزراعية ، فقد أجريت اختبارات على « 200 » نوع من أنواع النباتات لقياس حساسيتها نحو هذه الأشعة فتبيّن أن ثلثي هذا العدد تأثر بها حيث تباطأ معدل النمو [3] وفشلت حبوب اللقاح في أحداث الإنبات ، كما وأن النباتات والأعشاب سوف تتضرّر بشدة [4] من جرّاء ارتفاع مستويات الأشعة فوق البنفسجية التي تتسرّب من ثقب الأوزون . وستؤدي الزيادة في هذه الأشعة إلى حدوث الضباب الدخاني والأمطار الحمضية على ما سيق تفصيل ذلك ، وستؤدي إلى حدوث تغييرات كبيرة في مناخ الأرض وارتفاع درجة الحرارة في العالم ، وكذلك ارتفاع مستوى مياه
[1] حيث يتلف الحمض النووي - دي أن أي - الموجود في نواة الخلية والمسؤول عن نقل الصفات الوراثية . [2] وكذا يتلف الخلايا التي تحت البشرة الخارجية للجلد . [3] ومن هذه النباتات الفاصوليا والبزاليا والقرع والبطيخ . [4] وينعكس هذا التضرّر على نوعية البذور وعلى نمو النبات وزيادة استعداده للتأثّر بالأعشاب الضارّة وعلى الإصابة بالأمراض والآفات .