ملايين » فدّان وشئ ، فقد تعرّضت في السنوات الأخيرة لخطر التجريف والزحف العمراني من البيوت والمنشآت الصناعية ومشروعات الطرق والمرافق . وبالتالي تم تحويل جزء كبير من الأراضي الزراعية إلى استعمالات غير زراعية ، وكان نتيجة ذلك أن انخفض متوسط نصيب الفرد من الرقعة الزراعية انخفاضا شديدا . فقد كان هذا المتوسط في سنة 1379 ه « 1960 م » يدور حول 22 % من الفدان ثم انخفض ليصل إلى 16 % من الفدان سنة 1395 ه « 1975 م » ، وأخيرا انخفض هذا المتوسط حتى وصل إلى 13 % من الفدان طبقا لإحصاءات سنة 1405 ه « 1985 م » . فإذا انضم هذا إلى ما ذكرناه من التسمّم والتلوث تكون النتيجة الجوع . هذا بالإضافة إلى إنّ الإصلاح الزراعي الذي نفّذه جمال عبد الناصر خفّض المستوي لأنه بدّل الأيدي المديرة إلى أيدي غير مديرة ، كما حدث ذلك في العراق في عهد عبد الكريم قاسم [1] أيضا ، فقد كان العراق يصدّر الكثير من المحاصيل حتى الحنطة إلَّا أنه بعد الإصلاح الزراعي أخذ يستورد حتى التبن . وقد كتب الأخ السيد صادق « حفظه اللَّه » دراسة حول الإصلاح
[1] عبد الكريم قاسم من مواليد حي المهديّة في بغداد عام 1333 ه « 1914 » . عيّن آمر لواء المشاة 19 في عهد فيصل الثاني . قام بانقلاب عسكري صبيحة السابع والعشرين من ذي الحجّة عام 1377 ه « الرابع عشر من تمّوز عام 1958 م » وأطاح بالحكم الملكي وأعلن الحكم الجمهوري ، وشكّل مجلس السيادة لإدارة البلاد وترأس مجلس الوزراء إضافة إلى وزارة الدفاع . ألغى مظاهر الديمقراطية كالبرلمان والتعدّدية الحزبية وألغى الحكم المدني . واستمرّ حكمه قرابة أربع سنوات ونصف . تعرّض في صبيحة يوم الجمعة 14 رمضان 1382 ه « 8 شباط عام 1963 م » لانقلاب عسكري دبّره عبد السلام عارف مع مجموعة من الضبّاط ، وأعدم رميا بالرصاص في ظهيرة التاسع من شبّاط عام 1963 م .