الزراعي الذي وقع في العراق ، وطبعه ثم أمرت الحكومة إحراق الكتاب لأنها لم تجد جوابا لعلامات الاستفهام التي طرحها الكتاب . وكان من آثار الإصلاح الزراعي نزوح الكثير من الفلاحين إلى المدن ، لأن الربح في المدن أكثر من الربح في الزراعة الخاضعة للإصلاح الزراعي [1] . وقد عمل مثل ذلك ملك إيران - محمدرضا - مسببا اكتظاظ المدن بالفلاحين . وقد نجم عن الزحف الريفي إلى المدن - الناجم عن ذلك المنهج الاقتصادية الخاطئ - رخص الأيدي العاملة حسب قانون العرض والطلب . وعلى أي حال : فمن البديهي إنه كلَّما كان تركيز المبيد عاليا كانت الآثار الضارة الناتجة عنه كبيرة ، وكذلك كلَّما طالت هذه المدة ازداد الأثر السيئ للمبيد ، ولا فرق هنا إن كان استعمال المبيد عبر آلات ميكانيكية أم بالرشّ عبر الطائرات أم التعفير باليد . ثم لا يخفى أن لكل نوع من التربة ونسبة الرطوبة فيها ودرجة حرارتها وكونها قريبة من الشمس كخط الاستواء أو بعيدة عنها دور كبير في حفاظ التربة من مبيدات الآفات التي تتساقط فيها أو تتسرّب إليها عند استخدام المبيدات لقتل الآفات الزراعية . كما أنه تختلف قدرة النباتات على امتصاص المبيدات الحشرية لاختلاف أنواعها ، فمثلا : زراعة أنواع من البطاطس والفجل والجزر في تربة زراعية
[1] أصدر عبد الكريم قاسم قانون الإصلاح الزراعي في 13 صفر 1378 ه « 30 / 8 / 1958 م » على غرار قانون الإصلاح الزراعي المصري والسوري ، وكان لتطبيقه ردود فعل في الأوساط السياسيّة والدينيّة ، نتيجة مخالفته للعقل والشرع والواقع الاقتصادي ، ونتيجة لاهتمامه بالجانب البيرو قراطي على حساب الجانب الفنّي والعملي ، ونتيجة لتركيزه على الحدّ من نفوذ كبار الملَّاكين وشيوخ العشائر أكثر من تركيزه على زيادة الإنتاج .