وإن كان بعض الحيوانات كالفئران والقردة تقترب إلى الإنسان في بعض الخصوصيات الأخرى . ولذا قد يكون دواء مفيدا للإنسان لا للحيوان ، وقد يكون العكس . فعلى سبيل المثال عند تجربة عقار « ديجوكسين » الخاص بعلاج مرضى النوبات القلبية على حيوانات التجارب أو المختبرات ثبت أن له آثارا جانبية خطرة على الكلاب ، ولكن بعد تجربته على بعض المتطوعين من المرضى ثبت نجاحه إلى حدّ كبير . أما عقار « براكتولول » الذي يستخدم أيضا لعلاج أمراض القلب ، فقد نجحت التجارب التي أجريت على الحيوانات لشهور طويلة بالنسبة له ، ولكن تمّ سحبه من الأسواق بعد أن اتضحت آثاره الجانبية على البصر حيث يؤدي إلى ضعفه أو فقدانه . ومن الواضح إن الناس يختلف بعضهم عن البعض الآخر في زمان دون زمان ، وفي عمر دون عمر ، وفي أرض دون أرض ، - مثلا - في السبعينيات عند ما تمّ طرح دواء لعلاج الأمراض المعوية في الأسواق ، تبين بعد ذلك إن هذا العقار يؤدي إلى اضطرابات عصبية حادّة ، فقد لوحظ وجود هذه الآثار الجانبية في اليابان بينما لم يجدوا هذه الأعراض في الأماكن الأخرى . هذا بالإضافة إلى أن تجربة الأدوية على الحيوانات لا دلالة شاملة لها في الصحّة والصلاحية على الإنسان ، فمن الواضح إن الحيوان لا يستطيع أن يصرّح بما يحس به من أعراض كالغثيان والدوار والصداع والاكتئاب والحكَّة الداخلية وحرقة التبوّل وما أشبه ذلك لأنه لا يقدر على النطق . وللحيوان قدرة تختلف عن قدرة الإنسان في مقاومة التلوث ، فالطعام الفاسد قد لا يؤثر على القطة والكلب والفأر ، بينما هذا الطعام يؤثر في الإنسان أي تأثير .