عز الأمانة أغلاها وأرخصها * ذل الخيانة فانظر حكمة الباري وحيث ان السارق في أول مرة له بعض العذر لذا روعي في حقه حرمة المساجد فلم يحكم بقطعها بل أبقاها الشارع له رأفة به ثم لما تجرأ وعاد إلى السرقة ثانياً وبعد إقامة الحد أيضاً قد هتك هو حرمة مساجده بل هتك حرمة الله في مساجده التي هي لله فقوبل بمثل عمله أي ان عمله وعودة إلى الجريمة كان قاسياً فناسب أن يكون جزاؤه أيضاً قاسياً ولعل هذا من اسرار احكام الشارع وبدائع حكمته ويكاد العارف يقطع به بعد التأمل فيه والله العالم [1] . محمد حسين آل كاشف الغطاء حرره في مدرسته العلمية بالنجف الأشرف ووردت منه أيضاً أيّده الله هذه السؤالات : ( السؤال الأول ) رجل هاشمي علوي يملك ما لا يتجر به أو ضيعة يستغلها ولا يفي ربح المال أو الضيعة بقوت سنته فهل يجوز له أخذ العائز من الخمس أو لا ؟ كما ان العامّي الذي حاله هذه يأخذ العائز من الزكاة فهل فرق بين الخمس والزكاة في
[1] تفضل شيخنا الإمام دام ظله في آخر هذه الأجوبة الشريف وكتب بخطه الشريف خطاباً لهذا العبد الضعيف ما يلي : أيها السيد الحبر - الرجاء والمعذرة من رداءة الخط وضعف الإنشاء والإملاء فقد وهنت العظام وتراكمت العلل والأسقام ولو رأيتني لم تجد سوى الهيكل العظمي ولعجبت كيف أستطيع هذا القدر من الكتابة واملاء هذه الأبحاث وان وهنت وهانت وتواضعت واستكانت ولأستكثرت مني هذا القليل واستكبرت هذا البيان الضئيل مضافاً إلى تزاحم الأشغال الباهضة من الفتاوي والمكاتيب والوكالات وفصل الخصومات فلا صحة ولا راحة ولا حول ولا قوة . وعلى كل فالمستعان بالله وما قصدنا سوى خدمة هذا الشرع الشريف وإقامة الحق والعدل وكسح ما شاع من الأباطيل والأضاليل والأمل فيكم أيدكم الله ان نجد منكم أقوى ساعد ومساعد ونرى أثر مساعيكم الكريمة وارشاداتكم الثمينة لأهل آذربايجان عموماً وفي تبريز خصوصاً نرى أثركم وتأثيركم في الفريب العاجل محسوساً وملموساً تعاوناً في نصرة الحق ونشر الحقيقة وقمع الباطل وأي ذات كريمة أولى من ذاتك الشريفة في نصرة الشريعة ، وعرّفونا وصول هذه الأجوبة ورأيكم فيها ، والله يحفظك ويرعاك بدعاء . - الأب الروحي . محمد الحسين