الواجب وجودات امكانية معلولة ووجه العدم ماهيات اعتبارية كما قلنا في ما سبق انه نور وظل وظلمة . فالواحد لم يصدر عنه إلا الواحد ولكن في هذا الوجه الواحد كل الكثرات ولا خالق ولا موجد إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وجميع الموجودات باتحادها صارت موجودة بنحو جامع للكثرة وحافظ للوحدة وليس التوحيد الكامل إلا بأن ترى الوحدة في الكثرة والكثرة في الوحدة : همه عالم صداية نغمة اوست * كه شنيداين جنين صداي دراز وهذا الوجود الممتد الساري والمستوعب الذي أشرق على ظلمات الماهيات وهياكل الممكنات هو الواحد الجامع للكثرات وهو وجه الواحد الأحد الباقي ببقائه الدائم بدوامه ، وإنما الفناء والتغيرات للحدود والاعدام والوجود يستحيل ان يقبل ضده . قرنها بر قرنها رفت أي همام * وأين معاني بر قرار وبر دوام شد مبدل آب اين جوجندبار * عكس ماه وعكس اختر بر قرار فيا أيها الاخوان : هذه المطالب والحقائق الشامخة والمباحث السامية ليست وليدة الأهواء والميول وان فرض انها من ميول النفس وهواها فقد كفى هذا ، وما كان يخطر في مخيلتي ذكرها بهذا المقدار أيضاً ولكن اندفعت بحكم ضميري وجرى على قلمي ومحط نظري وعمدة قصدي انما هو التنبيه على انه إياك وسوء الظن في حق الحكماء الشامخين والعلماء الراسخين خصوصاً بحكمائنا الاسلاميين ، وإياك والمبادرة إلى التفسيق مثل بعض الناس ممن لا يفهم مرادهم ولا يصل إلى مغزى مقاصدهم و