على تلك الهيولي ولهذا قال بعض الحكماء انه فوّض للعقل الفعال ربوبية عالم العناصر , فصدر من كل واحد من تلك العقول عقل واحد وفلك واحد ونفس فلكية حتى تمّت العقول العشرة والأفلاك التسعة الحيّة بمعنى ان لها نفساً مدركة عالمة وبعض كلمات أرباب العصمة والطهارة سلام الله عليهم دالة على حياة الأفلاك بهذا المعنى فمن تأمل في دعاء [1] رؤية الهلال من أدعية زبور آل محمد - ( ص ) أعني الصحيفة السجادية ( ع ) ظهر له هذا المطلب غاية الظهور والوضوح . وليعلم ان الحكماء شرحوا هذه القضايا ونظموا هذه البيانات ونضدوها كنضد الدرر ولكن لم يذهبوا - معاذ الله - إلى ان العقل الأول خالق للعقل الثاني والفلك الأول حتى يقال في حقهم أنهم يجعلون شريكاً للحق جل وعلى في الخلق والايجاد - حاشاهم ان يقولوا هذا ، ولم يتفوه أحد منهم بهذه المقالة الفاسدة والكلمة الفاضحة كيف وجميع طوائف الحكماء اتفقوا على انه ( لا مؤثر في الوجود إلا الله ) بل مرادهم ان كل عقل بالنسبة إلى الآخر واسطه للفيض ومعدّ للوجود له بمعنى ان الحق جل وعلا يفيض الوجود إلى العقل الأول ابتداء والى العقل الثاني والفلك الأول ثانياً وبالواسطة كما أنكم تقولون في محاوراتكم ان من الأب والأم خلق الولد والوالد علة لوجود الولد وليس المراد - والعياذ بالله - ان الوالد خالق للولد أو مفيض الوجود للولد بل لا خالق ولا موجد إلا الله تبارك وتعالى ولكن الشخص الذي هو عبارة عن زيد بن عمرو وهند لا يكون موجوداً بهذه الخصوصيات إلا بعد وجود عمرو وهند ، وهكذا العقل الثاني وجود واحد في مرتبة خاصة لا يكون موجوداً بهذه المرتبة