من الخصوصية إلا بعد العقل الأول فالعقل الأول له نحو اعداد لوجود العقل الثاني كمعدية وجود الآباء والأجداد في وجودي ووجودك . وبناءاً على مذهب المشائين الذي ذكرنا خلاصته العقول الكلية عندهم انما تكون طولية وليست هناك عقول عرضية كلية والعقول الكلية الطولية عندهم محصورة في العشرة ، واما العقول الجزئية فهي غير متناهية وليس على هذا العصر برهان والبيان الذي ذكروه والتقريب الذي صدعوا به لا يفيد الحصر فان في المرتبة النازلة حيثيات وجهات متضاعفة من جهة تعدد الواسطة والوسائط ، ولذا ينبغي الافصاح بان الحق في هذه المسألة هو مذهب الاشراقيين من الحكماء فإنهم ذهبوا إلى ان العقول الكلية الطولية والعرضية فضلاً عن العقول الجزئية غير متناهية وهذا موضوع واسع الأطراف ، ومسألة في غاية الاحكام والمتانة وأقرب إلى الشرع المقدس والصق بكلمات أصحاب الوحي والتنزيل وأليق بعظمة الحق سبحانه وعدم تناهي قدرته وهي أسماؤه التي ملأت أركان كل شيء وفي دعاء مولانا الحجة المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه ) في أيام شهر رجب وأوله ( اللهم إني أسئلك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك ) [1] إلى آخره إشارات ، ورموز تحتها معادن ، وكنوز ، ودلالات لتلك المباني والمعاني .
[1] رواه شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ( قدس سرّه ) - شيخ الأمامية منذ زمنه إلى اليوم - في كتابه ( مصباح المتهجدين ) قال : أخبرني جماعة عن ابن عياش قال مما خرج على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد ( رضي الله عنه ) من الناحية المقدسة ما حدثني به خير بن عبد الله قال كتبته من التوقيع الخارج إليه الخ . القاضي الطباطبائي