في كتاب ( الكافي ) وغيره من الجوامع الحديثية مروية من ان أول ما خلق الله العقل فقال له اقبل الخ [1] . . ، وهذا العقل الأول عبارة عن مرتبة العقل المحمدي ( ص ) ولهذا الجهة قال ( ص ) ان أول ما خلق الله نوري فلا تنافي بين هذين الحديثين ، وهذا العقل الأول هو الذي يعبر عنه في لسان الشرع المقدس بالعبارات المختلفة فهو العقل الأول ، والحقيقة المحمدية ، ونور محمد وآله ، ورحمته التي وسعت كل شيء وأمثال ذلك ، وهذا العقل وان كان واحداً ولم يصدر إلا عن الواحد لكن لما كان ممكناً ومعلولاً وحادثاً ومتعدد الجهات والحيثيات اعتبر فيه ثلاث جهات . الأولى : من حيث نسبته إلى علته يعني وجوبه الغيري . والثانية : من حيث ذاته ووجوده يعني وجوده الأمكاني .
[1] روى ثقة الإسلام الكليني ( قدس سره ) باسناده عن سماعة بن مهران قال : كنت عند أبي عبد الله ( ع ) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل ، فقال أبو عبد الله ( ع ) : اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا ، قال سماعة : فقلت جعلت فداك لان نعرف إلا ما عرفتنا ، فقال أبو عبد الله ( ع ) : ان الله عز وجل خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره ، فقال له : أدبر ، فأدبر ثم قال له : اقبل فأقبل إلى آخر الحديث الشريف ، انظر كتاب العقل والجهل من الجامع الكبير ( الكافي ) وهو الحديث الثالث عشر منه وتأمل فيه . القاضي الطباطبائي