responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 32


ان العقل هو الجوهر المجرد في ذاته وفي فعله واتفق الحكماء بالأدلة والبراهين المحكمة كقاعدة امكان الأشرف وغيرها : ان العقول أوّل الموجودات ومبدأ الصوادر ووسائط الفيض ، وذهب المشاؤون - وهم طائفة من الحكماء ورئيسهم المعلم الأول أرسطو [1] - إلى حصر العقول الكلية في العشرة وليس المراد الكلي المفهومي بل الكلي الوجودي ويسمونه على اصطلاح الحكماء برب النوع .
وبيان ذلك اجمالاً هو ان بحكم القاعدة المبرهنة في محلها وهي ان ( الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد ) لا بد وان يكون الصادر الأول من الواحد البسيط من جميع الجهات هو الواحد ولما كان الحق سبحانه واحداً من جميع الجهات وبسيطاً من كل الحيثيات فلا بد وان يكون الصادر الأول من ذاته الأحدية العقل الأول والأحاديث الشريفة عند الفريقين متواترة و



[1] أرسطو ( 384 - 322 ق م ) خاتمة حكماء اليونان وسيد علمائهم واليه انتهت فلسفتهم ويلقب بالمعلم الأول لأنه أول من جمع علم المنطق ورتبه وخلص صناعة البرهان من سائر الصناعات المنطقية وصورها بالأشكال الثلاثة وجعلها آلة للعلوم النظرية ويسمى اتباعه بالمشائين . وذكروا في وجه تسميتهم : ان أستاذه أفلاطون الحكيم كان يدرس تلاميذه وهو ماش احتراماً للفلسفة وتقديساً لها ، أو انهم كانوا يمشون في ركاب أرسطو ، أو ان هذا الاسم رمز إلى المشي الفكري في تحصيل العلوم ، إلى غير ذلك مما قالوا أو تخيلوا في وجه هذه التسمية ، ولكن المنقول عن بعض الكتب الغربية : ان في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة قبل الميلاد ورد أرسطو الحكيم اليوناني إلى بلدة ( آثنية ) وكان حول البلدة محل للتفرج يسمى ( ليكيون ) وبنى هذا الحكيم فيه مدرسة وسميت بأسم المحل وقالوا لها مدرسة ( ليكيون ) ثم سميت هذه المدرسة باليوناني مدرسة التفرج والتنزه والحكماء التابعون لآراء أرسطو كانوا ساكنين في تلك المدرسة فنسبهم الناس إليها فقالوا ( طائفة المشائين والمتفرجين ) وقالوا لأرسطو وهو زعيم المدرسة : رئيس المشائين . بيد ان نقلة الكتب اليونانية إلى العربية لعدم تحريهم الصادق في تأريخ اليونانيين غفلوا عن حقيقة الأمر في وجه هذه التسمية فتخيلوا ما هو المشهور إلى اليوم . وقد كتبنا ذلك في بعض ملاحظاتنا في مجلة ( العرفان ) الزاهرة ج 10 - مج 39 ص - 1247 ط صيدا . القاضي الطباطبائي

32

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست