سويد بن غفلة [1] قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : ان ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأولّ يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول : والله إني كنت عليك حريصاً شحيحاً فمالي عندك ؟ فيقول : خذ مني كفنك ، قال : فيلتفت إلى ولده فيقول : والله إني كنت لكم محباً وعليكم محامياً فمالي عندكم ؟ فيقولون : نؤديك إلى حفرتك فنواريك فيها ، قال : فيلتفت إلى عمله فيقول : والله إني كنت فيك لزاهد وان كنت عليّ لثقيلاً فمالي عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك فان كان لله وليّاً أتاه أطيب الناس ريحاً وأحبهم منظراً وأحسنهم رياشاً فيقول : ابشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك خير مقدم فيقول له : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ارتحل من الدنيا إلى الجنة وانه ليعرف غاسله ويناشد
[1] غفلة بالغين المعجمّة والفاء وقد صرّح به جمع من علماء الرجال وضبطه ابن داود « قده » بالعين المهملة والفاء المفتوحتين ولكن لم نجد له في هذا الضبط مواقفاً إلى اليوم من الفريقين . وسويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر الجعفي العراقي مخضرم من كبار التابعين قاله ابن حجر وقال سيد الحكماء السيد الداماد ( قده ) : ( انه من أولياء أمير المؤمنين ( ع ) وخلص أصحابه ومن أصحاب أبي محمد الحسن « ع » وعده من علماء أهل السنة من أصحاب رسول الله « ص » وعده شيخ الطائفة ( الطوسي ) من أصحاب أمير المؤمنين « ع » والحسن « ع » ولد بعام الفيل أو بعده بعامين وقدم المدينة يوم دفن رسول الله « ع » وكان مسلماً في حياته ثم نزل الكوفة وشهد مع أمير المؤمنين « ع » صفين ومات في زمن الحجاج وله مائة وثلاثون سنة وفي مدة عمره خلاف بينهم وقال الذهبي انه : ( كان ثقة نبيلاً عابداً زاهداً قانعاً باليسير كبير الشأن يكنى أبا أمية ) وهو راوي الخطبة الموجزة لسيدتنا وجدتنا الصديقة الطاهرة سلام الله عليهما . تلك الخطبة البليغة والكلمات النيرة التي صدعت فيها بالحقائق الراهنة والحجج البالغة وأفصحت بالمصائب الواردة والنوائب النازلة عليها وعلى زوجها بعد أبيها صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما الطاهرين . القاضي الطباطبائي