علاقتها مع الروح وما استفادت بواسطتها من الملكات محفوظة في التراب الذي قبرت فيه مستكنة في باطنه فإذا شاء الله البعث ونشر الخلائق أمطرت الأرض العناية بالنشور فتمور الأرض موراً ، وتسير الجبال سيراً ، وجاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، فتمخض الأرض مخض السقاء الذي يرج ويهز هزاً عنيفاً لإخراج ما يستكن منتشراً فيه من الزبد فتخلص تلك البذور البشرية من التراب ، وتفاض عليها تلك الصور المحفوظة عند أرباب أنواعها ومثلها العليا ، فيخلق منها كما خلق أول مرة ، وما الفرق بين الخلقتين إلا بالجملة والتفريق ، والدفعة والتدريج ، وفي ظرف الزمان تارة ، وفي وعاء الدهر أخرى ، فتعود الصور بأذن المصوّر كهيئاتها وتلج الروح فيها فأذن قد استوى لا ينكر من نفسه شيئاً ، وفي الكافي عن أبي بصير قال سئلت أبا عبد الله ( عليه السّلام ) عن أرواح المؤمنين فقال : في الجنة على صور أبدانهم لو رأيته لقلت فلان . وفي خبر آخر في الكافي أيضاً عنه ( عليه السّلام ) الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنة تتعارف وتتساءل إلى آخر الحديث . وعنه سلام الله عليه ان أرواح المؤمنين في حجرات الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ، والأخبار الشريفة بهذه المضامين كثيرة ومعتبرة ، ومنها اخبار ( وادي السلام ) وانهم أي الموتى يجلسون حلقاً حلقاً يتذاكرون ويعرفون من زارهم وتصلهم صدقة من تصدق عنهم وأحسن إليهم ، ومن أراد الاستقصاء فليطلبها من مظانها ويحسن طلباً للحسنى منه تعالى : ان نردف هذه الأخبار ببعض الأخبار الواردة في تجسيم الأعمال صراحة عسى ان تكون لنا ولإخواننا المؤمنين فيها عظة وعبرة ونصّاً ، ففي الكافي بسنده إلى