ثم ان المراد بالصورة في قولهم ان حقيقة كل شيء بصورته لا بمادته الصورة التي هي أحد الأنواع الجواهر الخمسة وهي الوجود الخاص المعين لا الصورة بمعناها العرفي واستعمالها الدارج التي ترتسم بالمرآة أو بالخطوط والنقوش أو بالماء ونحوه أو بالتصوير الشمسي فإنها اعراض واشكال ترجع إلى كم أو كيف أو إضافة . . . والفصاري ان بهذه القاعدة الحكيمة المحكمة تمشي قضية المعاد الجسماني في سبيل لا حب لا ترى فيه عوجاً ولا أمتاً ، ولا التواء ، ولا تعاريج ، وتتهافت على أشعة كل الشبهات والمناقشات ، تهافت الفراش على النار ، ولا يبقى مجال لشبهة الآكل والمأكول ، ولا لاستحالة إعادة المعدوم ، ولا لغير ذلك مما قيل أو يقال في هذا المجال . نعم هنا خاطرة خاطئة لا بد من التعرض لها ونفض ما يعلق على بعض الأذهان من غبارها ، وإقالة عثارها ، وهي توهم : ان في عود الروح إلى البدن