والنواة التي تدور عليها هذه الكهارب هي ما تكرر ذكره وأشرنا إليه من ان شيئية الشيء وشخصيته التي تكون بها هويته ويصير هو هو ويمتاز عن غيره انما تحقق بصورته لا بمادته وانما المادة هيولي صرفة وقوة محضة واستعداد خاص لكل الصور المتعاقبة وكل صورة لاحقة جامعة لكمال ما قبلها من الصورة السابقة وكل سابقة فهي معدة لكل لاحقة حتى تنتهي إلى الصورة الأخروية الأخيرة التي تعاد يوم المعاد وتقف بين يدي رب العباد ، وهي الصورة الدنيوية الأخروية الجامعة لكل الصور طولاً لا عرضاً ، بل طولاً وعرضاً ، فإنه وان كان من المستحيل اجتماع صورتين فعليتين في شيء واحد كاستحالة اجتماع شخصيتين وهويتين في شخص واحد ، ولكن هذا انما هو في هذه النشأة دار التزاحم والتصادم بخلاف النشأة الثانية دار الجمع والنظم ، وكل هذا من جهة ضيق المادة وما يتألف منها ، اما الصور المجردة عن المواد المتعالية عن القوة والاستعداد كالمفارقات العلوية فلا تزاحم فيها ولا تضاد ، فتدبره عساك تكون من أهله .