responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 268


التراب ولا يؤثر فيه كما ورد في كثير من الأخبار المنقولة في البحار وغيره ولعل المراد بمطر النشور نفخة الصور الثانية التي تقوم بها الخلائق أحياء بعد فناء الجميع بالنفخة الأولى وفي بعض الأخبار ان الله سبحانه وتعالى يرسل سحاباً فتمطر على ارض المحشر فينشر البشر ويخرج كما يخرج النبات من الأرض غب المطر وأكثر آيات المعاد والحشر والنشر في القرآن العزيز تشير إلى ذلك مثل قوله تعالى : [ وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ] [1] ، [ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ] [2] ، [ وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ] [3] ، [ كَذَلِكَ النُّشُورُ ] ( 1 ) إلى كثير من أمثالها .
وقوله ( عليه السّلام ) : فيجمع تراب كل قالب إلى قالبه ينتقل بأذن الله القادر إلى حيث الروح فتعود الصور بأذن المصور كهيآتها وتلج الروح فيها ، صريح فيما سبق من ان البدن بعد استكماله وكماله وبلوغه أقصى ما قدّر له من السير في صراط الحركة والأعداد والاستعداد ينتقل إلى الروح ويتحد معها أقوى من اتحاده بها في النشأة الأولى لأنه صار لطيفاً روحانياً وكان كثيفاً مادياً ، ولعل في قوله ( عليه السّلام ) : فتعود الصور بأذن المصور كهيئاتها وتلج الروح فيها ايماء إلى ما ذكرنا من : أن الصور المتعاقبة على البذرة الأولى التي تكون الإنسان منها جنيناً ثم رضيعاً وشاباً وكهلاً وشيخاً كلها محفوظة في مبادئها العالية والنفوس الكلية ويوم الحشر والنشر



[1] سورة ق آية : 9 .
[2] سورة ق آية : 11 .
[3] سورة الروم آية : 19 . ( 4 ) سورة فاطر آية : 9 .

268

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست