وهو يوم الجمع تعود كهيآتها وتتصل بالروح الاتصال الذي عبّر عنه الإمام ( عليه السّلام ) بقوله : وتلج الروح فيها فأذن قد استوى لا ينكر من نفسه شيئاً فتجتمع كل الصور فيه ماثلة لديه ، وليس العائد تلك الصور المحسوسة فحسب بل يعود لك حتى أعمالك وصفاتك وملكاتك وكل عمل خير أو شرّ يعود ماثلاً لديك بحقيقته وجوهره فالنميمة عقرب يلسعك والسعاية أفعى تلدغك والغيبة لحم ميت تأكله وهكذا كلّ ما جنت جوارحك واقترفته يدك أو لسانك ومثل ذا كل عمل حسن أو معروف تجده صورة جميلة تؤنسك [ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ] [2] [ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ] [3] [ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ] [4] ولا حذف هنا ولا تقدير كما يتخيله بعض المفسرين بل الجزاء نفس العمل وفي الحديث يقول جلّ شأنه : يوم القيامة للعباد أعمالكم ردّت إليكم . ولكن بجوهرها وحقائقها فكل ما في هذه الدار مجاز والحقيقة هناك وهذا معنى ما سمعته أو تسمعه من تجسم الأعمال فان عملك هو الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها [ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ] [1] فعن العياشي عن خالد بن نسيج عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السّلام ) إذا كان يوم القيامة دفع إلى الانسان كتابه ثم قيل له اقرأ قلت فيعرف ما فيه ؟ فقال ان الله يذكره فما من لحظة
[1] سورة الكهف آية : 49 . [2] سورة النحل آية : 118 . [3] سورة الطور آية : 16 . [4] سورة الأسراء آية : 13 - 14 .