من سيرها إلى الكمال الميسر لها في نشأتها الأولى « وكل ميسر لما خلق له » اما بعد انتقالها إلى النشأة الثانية فهي هناك واقفة ومقيمة في مكانها قد خرجت في عالم الترقي والأعداد والاستعداد الذي كان لها بتلك الدار ونزلت بدار القرار والاستقرار بخلاف الجسد الذي بقي في صراط الحركة ودار الأعداد والاستعداد والتبدل والانتقال من حال إلى حال ومن صورة إلى أخرى حتى ينتهي إلى الصورة الأخيرة الجامعة لجميع الصور ذلك يوم الجمع وهي التي يبلغ البدن بها إلى الغاية التي يكون بها بدناً أخروياً يصلح للاتصال بالروح فيعود إليها كما كان في النشأة الأولى فالمعاد هو معاد البدن إلى الروح لا معاد الروح إلى البدن وهنا تقف الحركة وينتهي السير والأعداد والاستعداد وردوا إلى الله مولاهم الحق وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ، وله المثل الأعلى ، والأهونية هنا من جهة القابل لا من جهة الفاعل فإنه جلّ وعلا ليس شيء أهون عليه من شيء إذ الجميع في ظرف قدرته سواء وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ولكن حيث ان تراب البدن كما عرفت صارت له مع الروح علاقة خاصة اكتسب بها بعض