( أما الأخبار الشريفة ) فقد جاءت بأوسع من ذلك البيان وأفصحت عن كل ما جلّ دقّ ، وما هو بالحق أحق ، ففي الاحتجاج عن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ومثله عن الصادق ( عليه السّلام ) ونقله في البحار بطوله وفيه بعض القضايا المحتاجة إلى التأويل أو التحصيل ولكن محل شاهدنا منه لا غموض فيه بعد مراجعة ما ذكرناه كمن الفصول و الأصول قال أي الزنديق يسأل الصادق ( عليه السّلام ) بعد قوله ( عليه السّلام ) هو سبحانه يحي البدن بعد موته ويعيده بعد فنائه فأين الروح ؟ قال : في بطن الأرض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث قال فمن صلب فأين روحه ؟ قال : في كف الملك الذي قبضها حتى يودعها الأرض وأقول : لعله يشير ( عليه السّلام ) بهذه الجملة إلى علاقة الروح بالبدن بعد فراقها وانها مرتبطة به لشدة الاتصال في الدنيا به كما عرفت من ان آثار الروح تظهر على البدن كحمرة الخجل وصفرة الوجل وضربان القلب ورعشة البدن وانفعالات البدن تظهر وتسري إلى الروح كألم الضربة والطعنة وسائر العوارض على البدن التي تتألم منها الروح بحكم تحقق الوحدة بينهما أي ان البدن هو الروح بمرتبته العليا ، والروح هو البدن بمرتبته السفلى ؛ والموت نوع من التعطيل في التصرف . ثم قال : أي الزنديق أفيتلاشى الروح بعد خروجه من قالبه أم هو باقي ؟ قال : بل هو باقي إلى وقت ينفخ في الصور فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى