تشير هذه الكريمة ونظائرها إلى ان ثبوت المبدأ يستلزم ثبوت المعاد بل هما متلازمان ثبوتاً أو اثباتاً ولولا المعاد بطلت الحكمة وإذا بطلت الحكمة بطل المبدأ ولزم التعطيل أو العبث أو الصدفة وما أشبه ذلك من اللوازم الفاسدة التي أوضحنا بطلانها في الجزء الأول من كتاب ( الدين والإسلام ) ( 6 ) فالمعاد في الجملة ضروري لا بد من الاعتراف به والمصير إليه وبعض الآيات كالصريحة بأنه جسماني [ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ] ( 7 ) والآية التي بعدها تشير إلى كيفية الأحياء وأسلوبه [ الَّذِي جَعلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ] ( 8 ) وهي طريقة البروز والكمون والطي والنشر . [ أَو لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ] ( 9 ) وهذه المثلية هي العينية فهو مثله باعتبار وعينه باعتبار آخر واختلاف الاعتبارين من اختلاف طباع النشأتين كما أوضحناه فيما مر عليك .
( 1 ) طبع هذا الكتاب القيم في جزئين وبرز إلى عالم الوجود بالطبع الجيد النفيس وعم نفعه العالم السلامي سنة 1330 ه في بلدة صيدا - لبنان في مطبعة ( العرفان ) للشيخ العلامة المجاهد الشيخ احمد عارف الزين شيخ العلم والأدب مدير مجلة ( العرفان ) الغراء وكم لهذا الرجل الفذ أمثال هذه الخدمات الجليلة التي أداها إلى المجتمع الديني والعالم المذهبي نسأل الله تعالى دوام توفيقه وتأييده . القاضي الطباطبائي ( 2 ) سورة يس آية : 78 - 79 . ( 3 ) سورة يس آية : 80 . ( 4 ) سورة يس آية : 81 .