والجوهر والحسّ والشعور والحياة بارزة بأشكالها الدنيوية ولكنها جوهرية أخروية نعم تكون ذاتك ونفسك وهي كتابك اقرأ كتابك كفى بنفسك عليك اليوم حسيباً كتاب حسناتك بيمينك وكتاب سيئاتك بشمالك كل أعمالك بارزة أمامك مجسمة بأجسامها المناسبة لها من خير أو شر وهذا معنى تجسم الأعمال وهي نفس أعمالك ترد إليك ( انما هي أعمالكم ردت إليكم ) انما تجزون ما كنتم تعملون جزاؤكم نفس أعمالكم لكن بصورتها الحقيقية وحقيقتها الجوهرية وجوهرتها الروحية لا المادية أعمالك الصالحة واحسانك للناس يعود وجهاً حسناً جميلاً تأنس به وإساءتك وشرّك يعود وجهاً قبيحاً تستوحش منه نعم وقد تعود حيات وعقارب تلسعك وهكذا أعضاؤك تعود عينك ولكن بغير شحم ، ويعود سمعك ولكن بغير عظم . ويعود قلبك ولكن بدون لحم ، وهكذا يعود كل شيء منك ولكن بأقوى وأصح مما كان في الدنيا وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها هي غيرها وهي عينها ولو كانت غيرها تماماً لما جاز عقابها ( ولا تنس حديث اللبنة ) [1] وذاتك وأعمالك وسريرتك وأخلاقك ومعارفك و
[1] رواه حفص بن غياث القاضي قال شهدت المسجد الحرام وابن أبي العوجاء يسأل أبا عبد الله ( عليه السّلام ) عن قوله تعالى : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ما ذنب الغير ؟ قال : ويحك هي هي وهي غيرها قال : فمثل لي ذلك شيئاً من أمر الدنيا قال : نعم أرأيت لو ان رجلاً أخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها فهي هي وهي غيرها . انظر الحديث في تفسير ( البرهان ) للعلامة السيد هاشم البحراني ( قده ) وقد نقله بتغيير في بعض ألفاظ الحديث عن كتاب ( المجالس ) للشيخ الطوسي و ( الاحتجاج ) للطبرسي وغيرهما انظر ( البرهان ) ج 1 ص 233 ط طهران . القاضي الطباطبائي