responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 251


عندكم ينفد وما عند الله باق كما ان تلك المادة الأولية والبذرة المعينة محفوظة في خزائن الغيب وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو فإذا جاءت الساعة بأشراطها وقامت القيامة بالبعث والنشور ونفخ في الصور وأمطرت العناية الأزلية من سماء المشيئة فبرزت تلك البذور عند النفخة الثانية في الصور وأعشبت الأرض وألقت ما فيها وتخلت وهي غير هذه الأرض طبعاً يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهّار ظهر كل انسان بجسمه وبدنه وعاد عليه بدنه المثالي المتجسد المتحد بروحه فلو رأيته لقلت هذا فلان بعينه كما لو رأيت زيداً أيام شبابه ثم رأيته كهلاً لا تشك في أنه هو زيد بعينه مهما تغيرت صورته وتبدلت ألوانه وأشكاله ولكن بما ان الدار الآخرة دار الجمع ودار القرار والثبات ودار الحس والحياة وكل شيء هناك حيّ وناطق وأن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ، نعم كل شيء هناك حيّ وناطق حتى لحمك ودمك وجلدك وقالوا لجلودهم لم شهدتهم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ، حيث انها دار الحسّ والحياة ودار الجمع والثبات تجتمع عندك جميع صورك في جميع أدوار حياتك ويتمثل لديك كل أعمالك صغيرة وكبيرة حسناتك وسيئاتك وتكون نفسك وذاتك وهويتك الخاصة وروحك البارزة في بدنك المثالي الأخروي العنصري المناسب لدار الحسّ والحياة التي تذوب وتنصهر فيها العنصريات والماديات ، وبست الجبال بسّاً فكانت هباء منبثاً ، وتكون الجبال كالعهن المنفوش والشمس كورت والكواكب انتثرت والبحار سجرت يعني ان المادة تتلاشى وتضمحل ويبقى الروح

251

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست