responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 244


سره فهو يدل دلالة واضحة على ان في الانسان بشخصه الخاص جوهر مفيض وآخر مستفيض وغلاف وقشرة يحمل هذين الجوهرين فالمفيض هو النفس الجزئية المتصلة بالنفس الكلية المبدأ الأعلى ، والمستفيض هو ذلك البدن المثالي الأثيري ، والغلاف هذا البدن العنصري ، على ان التحقيق والبحث الدقيق أوصلنا إلى حقيقة جلية وهي ان هذه الحقائق الثلاث شيء واحد وانها تنشأ نشأة واحدة وان النفس جسمانية الحدوث روحانية البقاء فهي تتدرج في تكونها ونشوئها ونموها من النطفة إلى ان تصير انساناً كاملاً عاقلاً بل إلى ان تصير عقلاً مجرداً ملكاً أو شيطاناً ، فهذا العنصري هو النفس ولكن بمرتبتها السافلة ، والنفس هي البدن ولكن مرتبته العالية ، وكل ما فيه من الحواس الظاهرة والباطنة والقوى العاملة من الهاضمة والماسكة والدافعة والمصورة والمقدرة إلى غير ذلك كلها آلات للنفس وأدوات تمدها وتستمدها وتتعاكس معها وتتعاون أخذاً ورداً وسلباً وايجاباً فكل الانفعالات النفسية تظهر فورها على البدن ألا ترى جمرة الخجل وصفرة الوجل وضربان العروق وخفقان القلب عند الخوف وابتهاج البدن عند الفرح وبالعكس كلّ ما يصيب البدن من ضربة أو صدمة أو جرح تنفعل النفس به وتتألم ؟ وكلّ هذا شاهد ودليل على وحدة النفس مع البدن ، وانّ البدن المادي والبدن الأمتدادي المجرد عن المادة والروح المجردة عنهما شيء واحد ، وهذا البدن الأمتدادي الأثيري هو همزة الوصل بين الروح المجردة عن المادة ذاتاً المتعلقة بها تصرفاً وبين البدن المادي ذاتاً والذي هو آلة الروح تعلقاً وتصرفاً

244

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست