responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 243

إسم الكتاب : الفردوس الأعلى ( عدد الصفحات : 316)


وقد تلونا عليك من قبل ان الحقائق الحكمية والدقائق الفلسفية لا تسعها العبارات اللفظية ، وان الألفاظ لا يقتنص منها شوارد المعاني ، وأوابد الاسرار ، ولكنها إذا كانت لا تحكي عن الحقيقة من كل وجه فقد تحكي عنها من وجه ، أرأيتك حين تقول : روحي وجسدي وعقلي من تعني بياء المتكلم ؟ ومن هو الذي تقصده بقولك ( أنا وأنت وهو ) وأمثالها من الضمائر ؟ فهل تريد بقولك : أنا لهذا الجسد الخاص ولشخصيتك المتعينة من الجسد والنفس ؟ إذاً فماذا تريد بقولك جسدي ؟ ومن هو الذي أضفت إليه جسدك أو أضفت جسدك أو نفسك أو عقلك إليه ؟ .
ثم هل تدبرت حالك حين تتلو سورة من القرآن ؟ تحفظها في نفسك وتقرزها في خاطرك من دون ان تحرك لسانك أو يظهر صوتك وأنت في تمام السكوت والسكون كان في داخلك شخصاً يقرً ويتلو عليك بغير صوت ولا لسان فقد تقرأ سورة من الطوال أو قصيدة ساحبة الأذيال مرتلاً لها ومترسلاً فيها واللسان صامت والمقول ساكت وقد قرأتها كلمة كلمة وتلوتها حرفاً حرفاً فمن ذا الذي أملاها عليك ؟ وأين كانت مخزونة ومجتمعة ، ثم جاءت واحدة بعد واحدة متقطعة ، حقاً ان التفكر في هذه السلسلة سلسلة الفكر والذكر والحفظ والنسيان والتصور والتفكر والتصديق والشك واليقين وكل ما هو خارج عن المادة الجسمانية والأعضاء الحسية ، حقاً ان معرفة كل ما هو من هذا النطاق أمر لا يطاق ولا تصل أنسرة العقول مهماً حلَّقت في سماء التفكير إلى كبرياء معراجه ومفتاح رتاجه ، ولكن مهماً استعصى على أولي الحجى

243

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست