responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 236


دقة في الفكر ، وتعمق في النظر ، ولكن عوامل الإتلاف ظاهرة للعيان يقال عنها انها ظواهر الحياة ، وما هي في الحقيقة إلا عوامل الموت ، لأنها لا تتم إلاّ باتلاف اجزاء من انسجتنا البدنية وأليافنا العضوية فنحن في كل ساعة نموت ونحيا ونقبر وننشر ، حتى تأتينا الموتة الكبرى ، ونحيا الحياة الأخرى ، إذاً فنحن بناء على ما ذكر في وسط تنازع هذين العاملين . عامل الإتلاف ، وعامل التعويض ، يفني جسمنا ، ويتجدد في مدار الحياة عدة مرات ، بمعنى انّ جسمنا الذي نعيش به من بدء ولادتنا إلى منتهى أجلنا في هذه الحياة تفنى جميع اجزائه في كل برهة وتتحصل اجزاء يتقوم بها هذا الهيكل ليس فيها جزء من الأجزاء السابقة ، ولا يمكن تقدير هذه البرهة على التحقيق يعني أي مقدار به تتلاشى تلك الأجزاء جميعاً وتتجدد غيرها بموضعها نعم لا نعلم ذلك ولكن ينسب إلى الفيزلوجي ( موليشت ) [1] انّ مدة بقائها ثلاثين يوماً ثم تفنى جميعاً ونقل عن ( فلورنس ) [2] انّ المدة سبع سنين وقد أجرى العلماء المحققون في هذه الإعصار الامتحانات الدقيقة في بعض الحيوانات كالأرانب وغيرها فأثبت لهم البحث والتشريح تجدد كلً انسجتها بل وحتى عظامها ذرة ذرة في مدة معينة ، فكيف يتفق هذا مع



[1] مولشت - عالم في علم وظائف الأعضاء ولد في هولندا ( 1822 - 1893 ) م وكان مادياً في تعاليمه وكتبه . انظر مبادئ الفلسفة تعريب الأستاذ أحمد أمين ص 268 ط 4 قاهرة .
[2] فلورانس - عالم فرنسي من اشهر علماء وظائف العضاء وله تأليفات كثيرة في هذا الفن ولد سنة 1794 م ، وتوفي سنة 1867 م ، انظر قاموس العلام ج 5 ط إسلامبول لمؤلفه شمس الدين سامي بك المتوفي سنة 1904 م .

236

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست