responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 237


ما يرتئيه الماديون ومنكر والنفس المجردة في زعمهم انّ الذاكرة قوة تنشأ من اهتزازات فسفورية تخزن في الخلية العصبية من الدماغ عند وصول التأثيرات الخارجية إليها ، نعم كيف يجتمع هذا مع ما تقرر في الفن وشهد به الاختبار والاعتبار من ان كل ما فينا من الأنسجة والعظام والخلايا العصبية تتلاشى ثم تجدد بمدة معلومة أقصى ما تجدد به السبع سنوات ، ولو كانت قوة التذكر والتفكر مادية وقائمة في خلايا الدماغ لكان اللازم ان تضطر في كل سبع سنين إلى تجديد كل ما علمناه وتعلمناه سابقاً ، والحالة المعلومة بالضرورة والوجدان عندنا ان سيال المادة المتجدد والمجدد لما يندثر منا على الاتصال لم يحدث أدنى تغيير في ذاكرتنا ، ولم يطمس أي شعلة من علومنا ومعرفنا ، ولعمري ان هذا الأقوى دليل على وجود قوة فينا مدركة شاعرة مجردة عن المادة باقية بذاتها ، مستقلة في وجودها ، بقيّومة مبدئها ، محتاجة إلى آلاتها المادية في تصرفها متحدة معها في أدنى مراتبها ، ودثور المادة لا يستوجب دثورها ، ولا دثور شيء من كمالاتها وملكاتها ، ولا من مدركاتها ، ولا من معلوماتها ، كيف لا ولا تزال تخطر على بالنا في وقت الهرم أمور وقعت لنا أيام الشباب بل أيام الصبا وما قبله ، وكيف كان فان من الوضوح بمكان ان كل ما فينا يؤيد ثبات شخصيتنا وعدم تغيرها مع تغير وتبدل جميع ذرات أجسامنا ، ولمزيد الايضاح وبيان ما يتفرع على هذا الأصل الرصين لا بد لنا من ذكر أصول في فصول للحصول على الوصول إلى حل عقدة المعاد الجسماني التي أعضل حلها كما عرفت على أكبر حكماء الاسلام .

237

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست