مادة جديدة تأخذ محل التالفة وتقوم مقامها في صدور ذلك العمل مرة ثانية وحفظ ذلك الهيكل من الأنهيار والدمار وهكذا كلما ذهب جزء خلفه آخر خلع ولبس كما قال عزّ شأنه [ أَفَعَيِينَا بِالْخلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ] [1] ويكون قدر هذا الاتلاف بمقدار قوة الظهورات الحيوية والأعمال البدنية فكلمّا اشتد ظهور الحياة وتكثرت مزاولة الأعمال الخارجية ازداد تلف المادة وتعويضها وتجديدها ومن هنا تجد أرباب الأعمال اليدويّة كالبنائين والفلاحين وأضرابهم أقوى أجساماً وأعظم أبداناً بخلاف ذوي الأعمال الفكرية الذين تقل حركاتهم وتسكن عضلاتهم ثم انّ هذا التلف الدائم لا يزال يعتوره التعويض المتصل من المادة الحديثة الداخلة في الدم المتكونة من ثلاث دعائم من دعائم الحياة وأسسها الجوهرية الهواء ، والماء ، والغذاء ، ولو فقد الإنسان واحداً منها ولو بمدة قصيرة هلك وفقدت حياته . وهذا العمل التجديدي عمل باطني سريّ لا يظهر في الخارج إلا بعد