المعلوم بل المحسوس لكل ذي حس ، ان كل شخص من البشر مركب من جزئين ، الجزء المحسوس وهو البدن العنصري الذي يشاهد بعين الباصرة ويشغل حيزا من الفضاء ، وجزء آخر يحس بعين البصيرة ولا تراه عين الباصرة ، ولكن يقطع كل أحد بوجود شيء في الانسان ، بل والحيوان غير هذا البدن ، بل هو المصرف والمتصرف في البدن ، ولولاه لكان هذا البدن جماداً لا حس فيه ولا حركة ولا شعور ولا إرادة ؛ إذاً فيلزمنا للوصول إلى الحقيقة والغاية المتوخاة البحث عن هذين الجزئين فإذا عرفنا هما حق المعرفة فقد عرفنا كل شيء واندفع كل اشكال ان شاء الله . ( واليك البيان ) يشهد العيان والوجدان وهما فوق كل دليل وبرهان وإليهما منتهى أكثر الأدلة ان هذا البدن المحسوس الحي المتحرك بالإرادة لا يزال يلبس صورة ويخلعها وتفاض عليه أخرى وهكذا لا تزال تعتور عليه الصور منذ كان نطفة فعلقة فعظاماً فجنيناً فمولوداً فرضيعاً فغلاماً فشاباً فكهلاً فشيخاً فميتاً